خبير: الذكاء الاصطناعي والطاقة يقودان المرحلة المقبلة من النهضة الصناعية

قال أشيش مروة، الخبير الاقتصادي، إن قرار بنك JP Morgan بتخصيص نحو 1.5 تريليون دولار للاستثمار في قطاعات الصناعة والدفاع يأتي في سياق تحولات جيوسياسية واقتصادية عميقة، مشيراً إلى أن “كل اضطراب في التجارة العالمية يدفع الدول لبناء سلاسل توريد محلية، وهي عملية مكلفة وتحتاج إلى بيئة نقدية مواتية”.

وأوضح مروة في مقابلة مع برنامج الشرق Businessweek أن “الدول الصناعية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تواجه تحدياً في تحقيق نهضة صناعية حقيقية بسبب ارتفاع قيمة الدولار مقارنة بعملات الاقتصادات المنافسة، ما يجعل تكلفة الإنتاج المحلي مرتفعة نسبياً”، لافتاً إلى أنه “رغم المساعي الأميركية لتعزيز الإنتاج المحلي، إلا أن الحديث عن نهضة صناعية شبيهة بما حدث بعد الحرب العالمية الثانية يبدو مبالغاً فيه”.

وأضاف مروة أن الذكاء الصناعي والطاقة يمثلان المحركين الأساسيين لأي نهضة صناعية مقبلة، قائلاً:

“إذا كان عليّ الاختيار بين الذكاء الصناعي والطاقة والتكنولوجيا الكمية، فسأبدأ بالذكاء الصناعي، لأنه المفتاح الحقيقي للتفوق الصناعي والتكنولوجي”.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تعزيز إنتاجها من الطاقة لمواكبة التطور الصناعي المنشود، مؤكداً أن “الأسواق العالمية تبقى متشابكة؛ فالولايات المتحدة تحتاج إلى الأسواق الخارجية بقدر ما تحتاج هذه الأسواق إلى أميركا”.

وفي ما يتعلق بدور الأسواق الناشئة والخليج في الدورة الصناعية الجديدة، أوضح مروة أن دول الخليج تمتلك فرصاً واعدة بفضل سياساتها في تنويع الاقتصاد وتبنيها التكنولوجيا الصناعية الحديثة، مضيفاً أن “المنطقة مؤهلة لتكون لاعباً محورياً في سلاسل الإمداد والتكنولوجيا المرتبطة بالطاقة والذكاء الصناعي”.

وفي ختام حديثه، رجّح مروة أن يشهد العالم خلال السنوات المقبلة صعوداً في قطاع التصنيع في الهند والخليج وجنوب شرق آسيا، مضيفاً أن “المنافسة على تطوير المعايير الصناعية والتكنولوجية في آسيا ستسهم في إعادة رسم خريطة التصنيع العالمية”.