أكد أندرو فورسون، الخبير الاقتصادي، أن الانهيار الأخير في سوق العملات المشفرة يعود إلى مزيج من العوامل التقنية والإدارية، مشيرًا إلى أن طبيعة التداول على مدار الساعة والسيولة العالية في هذه الأسواق تجعلها عرضة لتقلبات حادة عند قيام لاعبين كبار بتسييل مراكزهم.
وأوضح فورسون في مقابلة مع قناة "الشرق" أن “تعطل أوامر وقف الخسارة والسحوبات خلال الانهيار الأخير لا يعود إلى خطأ واحد محدد، بل إلى ترابط الأسواق واعتمادها على بنية تقنية تحتاج إلى تحديث مستمر”، لافتًا إلى أن “بعض الأطراف قد تستغل ثغرات في الأنظمة لتحقيق مكاسب آنية، ما يؤدي إلى اضطرابات واسعة النطاق”.
وأضاف أن “الخلل ليس فقط في التكنولوجيا، بل في غياب إدارة المخاطر الفعالة”، موضحًا أن “بعض المؤسسات ما زالت تستخدم نماذج تقليدية لإدارة الخطر لا تتناسب مع طبيعة الأصول الرقمية السريعة التغير”.
وحول مسؤولية الجهات التنظيمية، شدد فورسون على ضرورة تطوير أطر تشريعية مرنة تواكب سرعة الابتكار في قطاع الكريبتو، مؤكدًا أن “الأنظمة التقليدية أبطأ بكثير من التكنولوجيا الحديثة، ما يخلق فجوة في الرقابة”.
وفي ما يتعلق بجهود توحيد المعايير الدولية للرقابة على العملات المشفرة، أشار إلى أن “هناك تقاربًا تدريجيًا بين الدول في معايير التعامل مع الأصول الرقمية، خصوصًا في مجالات مكافحة غسل الأموال وإجراءات اعرف عميلك”، مضيفًا أن “كل دولة تتعلم من تجارب غيرها وتستفيد من أفضل الممارسات التنظيمية”.
أما عن حماية المستثمرين الأفراد، فنصح فورسون المتداولين بضرورة تنويع محافظهم الاستثمارية وعدم الانكشاف الكامل على فئة الأصول الرقمية، قائلاً:
“يجب أن يتعامل المستثمرون مع العملات المشفرة كما يتعاملون مع أي أصل آخر عالي المخاطر — لا يضعون فيه أكثر مما يمكنهم تحمّل خسارته”.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن “ما حدث في FTX لم يكن مجرد فشل إداري، بل عملية احتيال مكتملة الأركان”، مشددًا على أهمية تعزيز الشفافية والحوكمة في المنصات لحماية أموال المستخدمين.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض