تراجعت أسعار الذهب العالمية خلال تعاملات الثلاثاء، بشكل حاد، بعد يوم واحد فقط من تسجيلها مستوى قياسي تاريخي، حيث دفع صعود الدولار الأمريكي وعمليات جني الأرباح المستثمرين للتخلي عن المعدن النفيس، في انتظار بيانات التضخم الأمريكية المرتقبة.
أسعار الذهب العالمية
انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 3.5% إلى 4203.89 دولار للأوقية، في أكبر خسارة يومية منذ نوفمبر 2020، وذلك بعد أن لامس أمس أعلى مستوى على الإطلاق عند 4381.21 دولار للأونصة، ورغم هذا التراجع، لا يزال الذهب مرتفعًا بأكثر من 60% منذ بداية العام، مدعومًا بحالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي، وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية، واستمرار مشتريات البنوك المركزية.
وقال تاي وونج، تاجر المعادن المستقل، إن الذهب شهد موجات شراء عند الانخفاضات حتى جلسة الأمس، لكن الارتفاع الكبير في التقلبات خلال الأسبوع الماضي ربما يدفع المستثمرين إلى جني الأرباح على الأقل في المدى القصير.
وفي المقابل، صعد مؤشر الدولار بنسبة 0.4%، مما جعل الذهب أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
الإغلاق الحكومي الأمريكي
يراقب المستثمرون عن كثب بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي التي تأخر صدورها بسبب الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، والمتوقع إعلانها الجمعة، وسط توقعات بارتفاع يبلغ 3.1% على أساس سنوي خلال سبتمبر، كما تتوقع الأسواق أن يُقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه الأسبوع المقبل، وهو ما يدعم عادة الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب.
وكتب جيم ويكوف، كبير محللي "كيتكو ميتالز"، أن تحسن شهية المخاطرة في الأسواق العالمية هذا الأسبوع ضغط على المعادن الآمنة، فيما تستعد وول ستريت لبداية تعاملات هادئة مع تحسّن توقعات أرباح الشركات.
أسواق المعادن النفيسة
تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 5.2% إلى 49.68 دولار للأوقية، وانخفض البلاتين 4.3% إلى 1568.25 دولار، وهبط البلاديوم 5.8% إلى 1410 دولارات.
وأضاف وونج أن الفضة تواجه ضغوطًا حادة اليوم، ويبدو أنها وجدت قمة قصيرة الأجل قرب 54 دولارًا، ومع بقاء الأسعار دون مستوى 50 دولارًا، فمن المرجح أن تتحرك بشكل عرضي مصحوب بتقلبات قوية، طالما ظل الذهب متماسكًا نسبيًا.
كما ينتظر المستثمرون أيضًا اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج الأسبوع المقبل، وسط آمال في تهدئة التوترات التجارية العالمية.