من الإليزيه إلى زنزانة فاخرة.. كيف يقضي نيكولا ساركوزي عقوبته في سجن لا سانتي؟

دخل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، اليوم الثلاثاء، إلى سجن "لا سانتي" الواقع في العاصمة الفرنسية باريس، لبدء تنفيذ حكم بالسجن خمس سنوات، بعد إدانته في قضية التآمر لجمع تمويل غير قانوني من ليبيا خلال حملته الانتخابية عام 2007.

وبهذا، يصبح نيكولا ساركوزي أول رئيس فرنسي سابق يُسجن منذ المرشال فيليب بيتان، بحسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية (AFP)، في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية الفرنسية الحديثة.

محامو نيكولا ساركوزي يطلبون الإفراج المؤقت

تزامنًا مع دخوله إلى السجن، أعلن فريق الدفاع عن الرئيس السابق نيتهم تقديم طلب بالإفراج المؤقت عنه، ما يشير إلى احتمال دخول المعركة القضائية مرحلة جديدة.

تفاصيل الزنزانة: لا امتيازات رئاسية داخل السجن

وفقًا لتقارير إعلامية فرنسية، من المرجح أن يُوضع نيكولا ساركوزي في زنزانة فردية بمساحة 9 أمتار مربعة، داخل سجن لا سانتي (La Santé)، الذي يُعد من أقدم وأشهر سجون فرنسا.

وتشمل تجهيزات الزنزانة:

مرحاض داخلي

زاوية للاستحمام

موقد كهربائي

هاتف حائطي يُستخدم برمز خاص

ويُذكر أن سجون فرنسا لم تعد توفر أي امتيازات خاصة أو "أجنحة VIP" حتى لكبار الشخصيات، حيث أصبحت جميع الزنازين موحدة في الحجم والمرافق.

عن سجن لا سانتي: موقع تاريخي في قلب باريس

يقع سجن "لا سانتي" في الحي الرابع عشر من باريس، وتحديدًا بمنطقة مونبارناس. تم افتتاحه عام 1867، ويُعد اليوم آخر سجن لا يزال داخل حدود المدينة.

اشتهر السجن باستضافة عدد من الشخصيات البارزة والمجرمين الخطيرين، وهو يخضع اليوم لإجراءات أمنية مشددة.

عزل نيكولا ساركوزي لأسباب أمنية

ذكرت مصادر في إدارة السجون الفرنسية أنه من المحتمل وضع ساركوزي في جناح خاص لأسباب تتعلق بالأمن، وقد يكون ذلك ضمن أحد الجناحين التاليين:

جناح "الأشخاص الضعفاء":

يضم أفرادًا من الأجهزة الأمنية مثل الشرطة والجيش والجمارك، ممن حُكم عليهم في قضايا فساد أو عنف أسري أو غيرها.

جناح العزل:

يُخصص لمن يشكل وجودهم بين النزلاء تهديدًا أمنيًا، مثل أعضاء عصابات الجريمة المنظمة أو الشخصيات العامة.

في كلا الحالتين، ستكون زنزانة ساركوزي فردية، بعكس الزنازين الأخرى التي قد تضم سجينين أو ثلاثة.

من قصر الإليزيه إلى 9 أمتار مربعة: تحول دراماتيكي

الانتقال من أروقة الحكم والقصور الرئاسية إلى زنزانة ضيقة وبسيطة يمثّل تحولًا جذريًا في حياة نيكولا ساركوزي، الذي تولّى رئاسة فرنسا بين عامي 2007 و2012.

قضية السجن لا تمثّل نهاية فقط لمسيرته السياسية، بل تفتح كذلك نقاشًا واسعًا حول مساءلة الشخصيات العامة في فرنسا، واستقلال القضاء في مواجهة الفساد.

هل يتدخل الإليزيه؟

حتى الآن، لا توجد مؤشرات رسمية على نية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إصدار عفو رئاسي، وهو ما يترك مصير ساركوزي القضائي معلقًا على نتائج الطعون القانونية التي سيقدّمها محاموه.