لا يزال آلاف الأشخاص في بورتوريكو يعيشون في خيام من المشمع بعد 3 سنوات من إعصار ماريا الذي ضرب الجزيرة.
ورغم أن أكثر من 30 ألف عائلة طلبت مساعدة الحكومة بعد الإعصار، الذي دمر منازلها أو ألحق أضرارا بالغة بها، لكن لم تحصل كل العائلات على مساعدة حتى لآن.
ولعل هذا سبب وجود الزوجين باولا باولي وأوين إنجلي في لاس مارياس، بورتوريكو؛ إذ يأملان في تقديم تقنية بناء جديدة تساعد أصحاب المنازل على تجنب تدمير المنازل في المستقبل.
ويرغب الزوجان في توسيع نطاق استخدام القباب القابلة للتحلل لمساعدة الأشخاص الذين فقدوا منازلهم على استبدالها بهياكل تتمتع بالمرونة لتحمل التقلبات الجوية التي تدمر بورتوريكو بوتيرة متزايدة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية، يستخدم في بناء منازل أو هياكل (سوبر أدوبي) "SuperAdobe" المقترحة من قبل باولا وأوين أكياس الرمال والأسلاك الشائكة، وتوضع الأكياس مكدسة فوق بعضها ثم يتم تغطيتها وطلائها.
وتم تطوير هذا النوع من البناء من هياكل المخابئ العسكرية وتتيح هذه الفكرة البناء السريع حيث يستغرق تجميع بعض المنازل أقل من 24 ساعة.
وأسس الزوجان "Plenitud" وهي مزرعة ومجتمع تعليمي غير هادف للربح في الجزء الغربي من الجزيرة، ويقومان ببناء هذا النوع من المنازل كإغاثة طارئة ويروجان إلى SuperAdobe كبديل لأنواع أخرى من المنازل الجديدة حال ضرب إعصار من الفئة الخامسة للجزيرة.
ووفقا لأوين، فإن التحول السريع، بالإضافة إلى المواد الرخيصة، تجعل من مساكن SuperAdobe حلا فعالا من حيث التكلفة لتوفير سكن مؤقت أو دائم للأشخاص الذين فقدوا منازلهم بعد كارثة طبيعية.
ويوضح لوين أن بناء هيكل الإغاثة في حالات الطوارئ يتراوح بين 1500 و2000 دولار، كما يمكن بناء منازل أخرى بمساحات مختلفة تتراوح قيمتها بين 8 آلاف دولار و15 ألف دولار، ويتكلف منزل حاويات الشحن والمنازل الصغيرة النموذجية من 10 آلاف إلى 180 ألف دولار.
للوهلة الأولى يشبه منزل SuperAdobe كوخ الإسكيمو، ووفقا لأوين، فإن مباني الأكياس الأرضية تقاوم الرياح العاتية والفيضانات الناتجة عن الإعصار، فضلا عن تحركات الزلزال، كما تجعل المواد المستخدمة في هذا النوع من المباني صديقة للبيئة.
وتسبب إعصار لورا وإعصار سالي هذا العام في خراب هائل في بورتوريكو وولايات في ساحل الخليج، لا يزال بعضها يتعافى حتى الآن.
ومع تفاقم تغير المناخ، يعتقد أوين أن مساكن SuperAdobe يمكن أن توفر حلا لوقف الضرر الناجم عن الكوارث الطبيعية.