تشهد أسعار النفط العالمية ضغوطًا متزايدة مع بداية الأسبوع، حيث سجلت تراجعًا ملحوظًا وسط توقعات متشائمة بشأن التوازن بين العرض والطلب على المدى المتوسط.
فقد هبط سعر خام برنت إلى 61.06 دولارًا للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط (WTI) إلى نحو 57.46 دولارًا، مقتربة بذلك من أدنى مستوياتها في خمسة أشهر.
ويعود السبب الرئيسي لهذا التراجع إلى تقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية (IEA)، توقعت فيه أن يشهد سوق النفط العالمي فائضًا يصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2026.
ويُعزى هذا الفائض المرتقب إلى زيادة إنتاج تحالف "أوبك+" ومنتجين كبار خارج المنظمة، في وقت يُتوقع فيه تباطؤ في نمو الطلب العالمي.
وفي السياق ذاته، ساهمت التوترات التجارية المتجددة بين الولايات المتحدة والصين في تأجيج القلق بشأن استقرار الطلب العالمي، خاصة في ظل تباطؤ اقتصادي ملحوظ تشهده عدة أسواق ناشئة ومتقدمة. وتزداد المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى تخمة في المعروض، ما قد يُبقي الأسعار تحت ضغط لفترة أطول.
وبينما قد يستفيد المستهلكون من انخفاض أسعار الوقود – خصوصًا في الدول المستوردة – فإن شركات النفط والمُنتجين يواجهون تحديات متزايدة تتعلق بالربحية والاستدامة. وقد يضطر بعض المنتجين إلى تقليص الإنفاق الرأسمالي أو إعادة تقييم خططهم التوسعية، لا سيما إذا استمرت الأسعار في الانخفاض خلال الربع الأخير من العام.
وتأتي هذه التطورات في وقتٍ تترقب فيه الأسواق قرارات مرتقبة من منظمة "أوبك+" بشأن مستويات الإنتاج، وسط دعوات لضبط الإمدادات للحفاظ على استقرار السوق.
وتبقى العيون مركّزة على البيانات الاقتصادية المقبلة، إلى جانب تحركات الدولار الأمريكي، باعتبارها مؤشرات رئيسية لتوجهات أسعار الطاقة خلال الأسابيع القادمة.