قال الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن ما شهدته غزة خلال العامين الماضيين من عدوان إسرائيلي واسع النطاق، وخسائر بشرية ومادية ضخمة، جعل من المستحيل أن تعود الحياة إلى طبيعتها في وقت قصير، مشيرًا إلى أن حجم التدمير الذي طال القطاع لم يسبق له مثيل في القرن الحادي والعشرين، وربما حتى في القرن العشرين.
وأضاف رشوان، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أ، أن من يتصور أن وقف إطلاق النار أو انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من بعض المناطق كفيل بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر، لا يدرك حجم الكارثة الحقيقية، وغزة الآن ليست فقط مدمرة، بل تعيش حالة من الارتباك الشديد في تنظيم الحياة اليومية لم تعد هناك حياة بالمعنى الكامل."
وأشار إلى أن ما يقرب من 75% من مرافق غزة وبنيتها التحتية قد دُمر بالكامل، مما يجعل من الطبيعي أن تستغرق عملية التعافي وإعادة الإعمار وقتًا طويلًا وجهدًا دوليًا واسع النطاق، مؤكدًا في الوقت ذاته أن دعم الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة هو مسؤولية أخلاقية وإنسانية على المجتمع الدولي بأسره.
وأوضح أن الدولة المصرية لم تتوقف يومًا عن جهودها رغم تعقيد الصراع في المنطقة، مؤكدًا أن العدوان على غزة كان فاضحًا وواضحًا أمام العالم أجمع.
وأضاف أن القاهرة منذ اللحظة الأولى بدأت التحرك على مسارين متوازيين، الأول سياسي تمثل في رفض تهجير الفلسطينيين بشكل قاطع والدعوة المستمرة إلى حل الدولتين، والثاني إنساني عبر جهود مكثفة لوقف المأساة الإنسانية في قطاع غزة.
وأشار إلى أن مصر نجحت مرتين في التوسط لوقف إطلاق النار، الأولى في نوفمبر 2023 والثانية في يناير 2025، لكنها واصلت العمل بعدها بلا توقف، مشيرًا إلى أن توقيع اتفاقية شرم الشيخ لم يكن نهاية المطاف لأن القاهرة تدرك من تجاربها السابقة أن إسرائيل كثيرًا ما خرقت الاتفاقات والهدن الموقعة، لذا فهي تواصل جهودها السياسية والإنسانية على المدى الطويل.
وأكد أن مصر تمتلك خبرة ممتدة في إدارة هذا الملف منذ عام 1948، وظلت ثابتة في مواقفها تجاه دعم الحقوق الفلسطينية والسعي نحو سلام عادل وشامل في المنطقة.