ياسين منصور: السوق العقاري يواصل النمو.. والمطور يقوم بدور البنوك في التمويل


الجريدة العقارية السبت 18 أكتوبر 2025 | 05:22 مساءً
ياسين منصور
ياسين منصور
محمد فهمي

قال رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة "بالم هيلز"، ياسين منصور، إن السوق العقاري المصري لا يزال في بدايات دورة نموه، مؤكدًا أن الطلب على الإسكان سيظل قويًا لسنوات طويلة قادمة، بسبب النمو السكاني المتسارع واحتياجات الشباب المتزايدة.

وأوضح منصور، في مقابلة مع "الشرق بلومبرج"، أن عدد السكان في مصر يزيد بمعدل 2 مليون نسمة سنويًا، وهو ما يعني أن الدولة تضيف عددًا يعادل سكان دولة مثل اليونان كل خمس سنوات. وأشار إلى أن هذا النمو يضع عبئًا هائلًا على الدولة والقطاع الخاص لتوفير البنية التحتية والسكن، خاصة في ظل زواج أكثر من مليون شخص سنويًا.

السوق العقاري محمي من الأزمات.. لغياب الرهن العقاري

واعتبر منصور أن السوق العقاري في مصر يتمتع بميزة "غير مقصودة"، وهي ضعف منظومة التمويل العقاري (المورغيج)، مشيرًا إلى أن حجم الرهن العقاري في مصر لا يكاد يُذكر مقارنة بالناتج القومي، حيث لا يتجاوز 0.001%، بينما يصل في الدول المتقدمة إلى 30–40%، وكان قد بلغ أكثر من 100% قبل أزمة 2008.

وأضاف: "غياب منظومة الرهن العقاري حمى السوق المصري من الأزمات العالمية. فخلال الأزمات الكبرى مثل 2008، وكوفيد، وتخفيضات العملة، لم نشهد انهيارات في السوق العقاري كما حدث في الخارج، لأننا لا نواجه ضغوط بيع قسري مثل التي تحدث في الأسواق المرتبطة بالبنوك والمورغيج".

المطور العقاري يؤدي دور البنوك في التمويل

وأشار منصور إلى أن المطورين العقاريين في مصر هم من يقومون عمليًا بدور الرهن العقاري حاليًا، من خلال خطط سداد تمتد أحيانًا لأكثر من عشر سنوات، مع مقدمات صغيرة.

ورغم إقراره بأن هذه الصيغة ليست صحية تمامًا بالنسبة للمطورين، لكنه أوضح أنها أصبحت ضرورية نظرًا لانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، قائلاً: "مع التضخم وارتفاع الأسعار، أصبح الدخل المتاح للإنفاق على العقارات محدودًا. ولذلك، كمطورين، اضطررنا لتقديم تسهيلات أطول لتشجيع الناس على الشراء والحفاظ على نشاط السوق".

وأضاف أن "بالم هيلز" كانت من أوائل الشركات التي قدمت فترات سداد أطول هذا العام، وصلت إلى سنتين إضافيتين، وهو ما يعادل خصمًا ضمنيًا بنسبة 14%، كوسيلة للتغلب على ارتفاع الأسعار وتغيرات سعر الصرف.

الالتزام بالتسليم رغم الخسائر

وأوضح منصور أن المشكلة تكمن في أن بعض العملاء يعتبرون الحجز على السعر "أوبشن" مغريًا في ظل التذبذب الاقتصادي، فيما تلتزم الشركات العقارية بتنفيذ المشروع والتسليم بنفس السعر، حتى في حالة الخسارة، وهو ما يدفع المطورين إلى التسعير بتحفظ.

وختم بالقول: "نحن نحاول التغلب على هذه التحديات من خلال تحسين كفاءة التصميم وتقسيط أطول، مع الحفاظ على الالتزام تجاه العملاء، لأن استمرار السوق يعتمد على الثقة والاستقرار".