دخل الإغلاق الحكومي الفيدرالي في الولايات المتحدة يومه الخامس عشر دون بوادر لانفراجة سياسية، بعد فشل مجلس الشيوخ مجددًا، اليوم، في تمرير مشروع قانون لتمويل الحكومة، بسبب رفض الجمهوريين تمديد إعانات الرعاية الصحية المنتهية بموجب قانون الرعاية الصحية الميسّرة.
وفي تصعيد جديد، هدد الرئيس دونالد ترامب بخفض المزيد من التمويل للمشروعات في المناطق التي يقودها الديمقراطيون إذا استمر الإغلاق، فيما كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الإدارة الأمريكية جمّدت أو ألغت مشاريع تزيد قيمتها على 27 مليار دولار في تلك المناطق.
الإغلاق الحكومي الأمريكي
حذر رئيس مجلس النواب مايك جونسون من أن الإغلاق الحالي قد يصبح الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، بينما باشر البيت الأبيض تنفيذ تهديداته بتسريح الموظفين الفيدراليين، في خطوة وُصفت بأنها وسيلة ضغط على الديمقراطيين.
وأكدت مصادر أن التسريحات طالت موظفين في وكالات رئيسية مثل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فيما تستعد وزارة الإدارة والميزانية لمزيد من التقليصات في القوى العاملة، وسط جدل واسع حول قانونية تلك الإجراءات، وفقًا لشبكة "إيه بي سي نيوز".
ومن المقرر أن تتقدم النقابات العمالية، اليوم الأربعاء، بدعوى قضائية لوقف عمليات التسريح الجماعي، التي قد تشمل نحو 4000 موظف فيدرالي، بحسب تقارير إعلامية أمريكية.
وفي سياق متصل، قال وزير الخزانة سكوت بيسنت إن الرئيس ترامب لا يزال يعتزم لقاء نظيره الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية لاحقًا هذا الشهر، رغم تصاعد التوتر التجاري بين البلدين بعد تهديد واشنطن بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية ردًا على قرار بكين بفرض قيود على تصدير المعادن النادرة المستخدمة في الصناعات الحساسة مثل الرقائق والسيارات والأسلحة.
وقال ترامب خلال فعالية بالبيت الأبيض إن البرامج التي يفضلها الديمقراطيون لن تعود أبدًا في كثير من الحالات، مشيرًا إلى أن الإغلاق أتاح لإدارته تنفيذ إصلاحات لم يكن ممكنًا القيام بها من قبل.
ويأتي ذلك في ظل شلل تشريعي داخل الكونجرس، حيث يرفض مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون استئناف جلساته، بينما يفشل مجلس الشيوخ في تمرير أي مبادرة لإعادة فتح الحكومة، وسط تمسك الديمقراطيين بضرورة تضمين تمويل الرعاية الصحية ضمن أي اتفاق.