اختتمت يوم الأربعاء فاعليات مؤتمر التكنولوجيا المالية «سيملس شمال إفريقيا» والذى عُقد تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية.
وشهد المؤتمر حضوراً لافتاً ومشاركة كثيفة، وسط ترحيب كبير من شركات التكنولوجيا المالية العالمية والمحلية للتوسع فى أعمالها بالسوق المصرى، خاصة بعد الشرح الوافى الذى شهدته جلسات المؤتمر للجهود التى يقودها البنك المركزى المصرى لخلق المناخ الجاذب للاستثمارات فى التكنولوجيا المالية والتوسع فى استخدام تطبيقاتها على نطاق كبير، والإطار المطلوب تنفيذه للتحول إلى مجتمع أقل اعتماداً على أوراق النقد تحقيقاً لأهداف المجلس القومى للمدفوعات.
وكان السيد طارق عامر.. محافظ البنك المركزى المصرى قد افتتح أعمال المؤتمر الذى استمر على مدار يومى 7 و 8 فبراير الجارى بحضور عدد من الوزراء وقيادات البنك المركزى المصرى والقطاع المصرفى، فضلاً عن أكثر من 500 مشارك من داخل وخارج مصر.
وقد استضاف البنك المركزى المصرى فاعليات المؤتمر، وذلك بالشراكة مع مجلس الوحدة الاقتصادية العربية والاتحاد العربى للتجارة الإلكترونية وجامعة الدول العربية، وجاء الحضور المكثف ليعكس حجم الفرص المتاحة فى مجال التكنولوجيا المالية بالسوق المصرى الواعد، حيث شارك فى المؤتمر 50 خبيراً محلياً وعالمياً من أبرز الخبراء العالميين الأكثر تأثيراً فى مجال التكنولوجيا المالية، بجانب عدد كبير من شركات التكنولوجيا المالية الناشئة، التى حرصت على المشاركة فى المؤتمر وعرض أفكارها التكنولوجية المبتكرة فى هذا الحدث المهم.
بدأت فاعليات المؤتمر بكلمة ترحيب ألقاها السفير محمد الربيع سكرتيرعام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، أعقبتها كلمة رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل التى ألقاها بالنيابة عنه محافظ البنك المركزى المصرى والتى أكد خلالها أن إقامة هذا المؤتمر على أرض مصر ليس وليد الصدفة، وإنما هى رسالة تعكس مدى اهتمام الدولة بالتكنولوجيا المالية، ونحن نثق أن البنك المركزى المصرى سينجح فى تحويل مصر إلى مركز جذب إقليمى وعالمى للاستثمار فى مجال التكنولوجيا المالية المبتكرة خلال السنوات الثلاثة المقبلة، انطلاقاً من هذا المؤتمر الذى يجسد الفرص المتاحة للنمو فى التكنولوجيا المالية بالسوق المصرى الواعد، والتى تأتى ضمن الإصلاحات الاقتصادية المتنوعة والمتكاملة التى تتم فى جميع القطاعات لكى تجعل من مصر مركزاً حضارياً فى المنطقة والعالم».
وقد قام السيد طارق عامر بجولة تفقدية لمعرض شركات التكنولوجيا المالية المبتكرة المقام على هامش المؤتمر، حيث استمع إلى أهم الأفكار المبتكرة، ومدى قابلية تطبيقها والاستفادة منها داخل السوق المصرى، والتعرف على أهم متطلبات تلك الشركات والوقوف على أى عقبات أوتحديات قد تعوق تقدمها، لبحث سبل تذليلها.
وأكد السيد طارق عامر أن «رعاية سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى لهذا الحدث، يجعل من المؤتمر نقطة انطلاق نحو دعم استخدام تطبيقات التكنولوجيا المالية فى مصر، والتى يقود البنك المركزى جهود التوسع فيها، حيث تتميز هذه التطبيقات بالسرعة والسهولة وانخفاض تكلفتها مقارنة بالمنتجات والخدمات المالية التقليدية، وبالتالى تساعد على تمكين عدد أكبر من المواطنين من الوصول لهذه الخدمات، مما يجعل منها أحد أهم ركائز الشمول المالى».
وأضاف «عامر» أن مؤتمر سيملس شمال إفريقيا يعد خطوة هامة للتوعية بدور التكنولوجيا فى تدعيم الشمول المالى وإحداث أثر ملموس على الفئات المحرومة من الخدمات المالية، كما يخلق المؤتمر مناخ تنافسى بين شركات التكنولوجيا المالية التى تطمح للاستفادة من الفرص الواعدة بالسوق المصرى، بما ينعكس بالإيجاب على مستوى الخدمات المالية التكنولوجية التى يشجع البنك المركزى على التوسع فيها ضمن جهود التحول إلى الاقتصاد غير النقدى».
من جانبها صرحت لبنى هلال نائب محافظ البنك المركزى المصرى بأن «مصر تسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق الريادة فى مجال التكنولوجيا المالية، ويستهدف البنك المركزى المصرى أن يجعل من عام 2018 نقطة انطلاق حقيقية للقطاع المصرفى فى مصر من خلال دعم ظهور المزيد من منتجات وخدمات التكنولوجيا المالية المبتكرة، لخلق نظام بيئى نموذجى يقوم على التعاون والتكامل بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية الناشئة، ويشجع على جذب المزيد من اللاعبين الأساسيين فى هذا المجال للسوق المصرى، كما نسعى للتعاون مع العديد من الدول الأكثر تقدماً فى التكنولوجيا المالية على مستوى العالم مثل سلطة النقد السنغافورية التى نوقع معها اليوم اتفاقية تعاون مشترك لتبادل الخبرات والاستفادة من أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا المالية العالمية».
وأوضح المهندس أيمن حسين.. وكيل المحافظ لقطاع نظم الدفع وتكنولوجيا المعلومات «إن البنك المركزى حاليا يقوم بالتعاون مع أكبر وأهم الشركات العالمية المتخصصة فى مجال استشارات التكنولوجيا المالية للمساعدة فى وضع استراتيجية التكنولوجيا المالية فى مصر خلال عام 2018 فى ضوء أحدث المعايير العالمية، وذلك لتحويل مصر إلى مركز إقليمى وعالمى هام فى مجال التكنولوجيا المالية».
وأضاف حسين «إن البنك المركزى المصرى يتبنى سياسة رقابية متوازنة تهدف إلى تشجيع ظهور المزيد من خدمات التكنولوجيا المالية المبتكرة وتذليل ما يعوق انتشارها، وذلك دون الإخلال بالإجراءات المصرفية التى تضمن سلامة كافة الأطراف المتعاملة داخل السوق المصرى، حيث نستهدف وضع إطار تنظيمى داعم لخدمات التكنولوجيا المالية فى ضوء الوعى بالانتشار المتوقع لها».
وقال أيمن حسين: حضر المؤتمر مجموعة من الخبراء العالميين فى مجالات التكنولوجيا المالية المبتكرة واستعرض هؤلاء الخبراء خلال جلسات المؤتمر المستجدات التكنولوجية فى هذا المجال، ومنها تكنولوجيا الـ Block-chain وما تستطيع تقديمه من خدمات متنوعة، كما تم عرض التجربة الخاصة بأحد البنوك الرقمية الشهيرة، بالإضافة إلى العديد من أهم مجالات التكنولوجيا المالية ذات الصلة مثل تطبيقات تحليل البيانات الضخمة Big Data Analytics وتطبيقات الذكاء الاصطناعى Artificial Intelligence وتطبيقات الهوية الرقمية Digital Identity».
وقال المهندس أيمن حسين.. وكيل محافظ البنك المركزى المصرى لقطاع نظم الدفع وتكنولوجيا المعلومات «نحن سعداء بالنجاح الكبير الذى حققه المؤتمر من خلال حجم المشاركة الواسع ومستوى التمثيل الرفيع لخبراء التكنولوجيا المالية، والذى انعكس على مستوى الجلسات النقاشية والنتائج التى تم التوصل إليها وعرضها، بجانب التسويق الناجح وغير المسبوق للتسهيلات والمميزات التى يتمتع بها السوق المصرى فى مجال نظم الدفع والتكنولوجيا المالية، مما يجعل من المؤتمر نقطة انطلاق قوية وراسخة للتكنولوجيا المالية فى السوق المصرى، وهو الهدف الذى كنا نسعى لتحقيقه من خلال استضافة البنك المركزى المصرى لهذا الحدث المهم».
وأضاف حسين: «المشروعات التى عرضها الشباب المصرى تؤكد وجود كفاءات مصرية واعدة تنتظر الفرصة والمناخ المناسب من أجل تحقيق النجاح، مؤكداَ أن البنك المركزى المصرى يضع دعم ذلك النوع من الصناعات على رأس أولوياته خلال عام 2018، وخاصة بعد إعلان السيد محافظ البنك المركزى عن الصندوق الذى سيتيح مليار جنيه للمشروعات المبدعة».
وبدأت فاعليات اليوم الثانى للمؤتمر بكلمة افتتاحية لمعالى الدكتور على الخورى رئيس الاتحاد العربى للتجارة الإلكترونية، تلتها عدة جلسات نقاش رئيسية ومحاضرات فرعية ضمت نخبة من أهم الخبراء المحليين والعالميين فى مجال التكنولوجيا المالية، حيث تمت مناقشة العديد من الموضوعات أهمها «ريادة الأعمال الناشئة فى مجال التكنولوجيا المالية» و«دورالجهات الرقابية كمنظم وداعم للتكنولوجيا المالية».
واختتمت فاعليات المؤتمر بمسابقة بين الشركات المحلية والعالمية فى مجال تطبيقات التكنولوجيا المالية لعرض أفكارهم التكنولوجية المبتكرة، حيث قام أحد رعاة المؤتمر بتقديم جائزة مالية تقدر بنحو مائتين وخمسين ألف جنيه مصري، لأفضل مشروع للخدمات المالية التكنولوجية المبتكرة يمكن تطبيقه بالسوق المصرى وفقا للمعايير والشروط التى تم الإعلان عنها، وقد فاز بالجائزة مشروع E.K.Y.C المقدم من «Shankar palaniandy «FRS LABS لفتح الحسابات البنكية إلكترونياً.
ويمتلك السوق المصرى العديد من المقومات التى تجعله جاذباً للإستثمارات فى مجال التكنولوجيا المالية، حيث تبلغ نسبة الشباب مابين سن 18 إلى 35 عاماً 30٪ من إجمالى السكان، ويبلغ عدد مستخدمى الإنترنت 30 مليون مستخدم،فيما بلغت نسبة امتلاك السكان للهواتف المحمولة 112٪، مما يجعل من مؤتمر «سيملس شمال إفريقيا» فرصة حقيقية أمام المستثمرين وشركات التكنولوجيا المالية للاستفادة من تلك الإمكانات الهائلة وفرص النمو التى يتمتع بها قطاع التكنولوجيا المالية فى مصر.