تعزيز لمكانة الدولة في أسواق الطاقة.. تفاصيل اكتشاف الكويت لحقل "جزة" البحري

أعلنت شركة "نفط الكويت" عن تحقيق اكتشاف بحري جديد للغاز الطبيعي، يشكل إضافة هامة لاحتياطيات الدولة الخليجية من الطاقة.

ويشير التقدير الأولي لهذا الاكتشاف، الذي أُطلق عليه اسم حقل "جزة"، إلى وجود تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى نحو 350 مليون برميل من المكافئ النفطي، وذلك وفقاً لبيان صادر عن الشركة ونقلته وكالة الأنباء الكويتية.

"جزة" ثالث اكتشاف بحري ضمن استراتيجية الكويت للاستكشاف

يُعدّ حقل "جزة" البحري الجديد ثالث اكتشاف من نوعه تحققه الشركة الكويتية ضمن مشروعها الطموح للحفر الاستكشافي البحري، الذي انطلق العام الماضي.

ويأتي هذا الاكتشاف عقب النجاحات السابقة في حقل "النوخذة" وحقل "الجليعة".

وقد بينت نتائج الاختبارات الأولية للحقل الجديد، الذي يمتد على مساحة 40 كيلومتراً، قدرة إنتاجية تفوق 29 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز، وأكثر من 5 آلاف برميل يومياً من المكثفات.

سلسلة من الاكتشافات النفطية والغازية الضخمة

تأتي هذه الأنباء لتدعم سلسلة من الاكتشافات الضخمة التي أعلنت عنها الشركة مؤخراً.

كانت الشركة الكويتية قد أعلنت في يناير الماضي عن اكتشاف كميات تجارية كبيرة من النفط والغاز في حقل "الجليعة" البحري، باحتياطيات تُقدر بـ 800 مليون برميل من النفط متوسط الكثافة، و600 مليار قدم مكعب قياسية من الغاز المصاحب، وهو ما يعادل 950 مليون برميل نفط مكافئ.

كما أظهرت تقديرات رسمية سابقة أن احتياطيات حقل "النوخذة" البحري تبلغ نحو 2.1 مليار برميل من النفط الخفيف، و5.1 تريليون قدم مكعب قياسية من الغاز.

وتُرسخ هذه الاكتشافات مجتمعة مكانة الكويت كلاعب رئيسي في أسواق الطاقة العالمية، حيث تُعد الدولة خامس أكبر منتج في منظمة "أوبك".

استراتيجية الغاز لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء

تُعاني الدولة الخليجية الغنية بالنفط من نقص في كميات الغاز اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء المحلية.

وفي إطار سعيها لمعالجة هذا النقص وضمان استدامة إمدادات الطاقة، وقعت الكويت نهاية العام الماضي صفقة جديدة مع قطر لتوريد مليوني طن من الغاز الطبيعي المسال (LNG) سنوياً لمدة 15 عاماً، لتصبح هذه الصفقة الثانية من نوعها الهادفة إلى تخفيف الضغط على محطات توليد الكهرباء.

ويُتوقع أن يبلغ طلب الكويت على الغاز الطبيعي المسال 14 مليون طن سنوياً بحلول عام 2035، وفقاً لتقرير "بلومبرغ".

وقد افتتحت الدولة محطة بسعة 22 مليون طن سنوياً في عام 2021، لتكون بذلك أول منشأة دائمة لاستقبال الغاز الطبيعي المسال على ساحل الخليج العربي.

خطط لإنفاق 33 مليار دولار لزيادة الطاقة الإنتاجية

تخطط مؤسسة البترول الكويتية لإنفاق ما يقارب 10 مليارات دينار كويتي (ما يعادل 33 مليار دولار أمريكي) على مدى السنوات الخمس المقبلة، بهدف زيادة الطاقة الإنتاجية للنفط.

وتأتي هذه الخطوة كجزء من برنامج استثماري أوسع بقيمة 20 مليار دينار بدأ في مطلع عام 2024، ويغطي كافة الأنشطة من الاستكشاف إلى البتروكيماويات. ويستهدف قسم التنقيب والإنتاج التابع للشركة المملوكة للدولة رفع الطاقة الإنتاجية للنفط إلى 3.2مليون برميل يومياً في العام الجاري، وصولاً إلى 4 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2035.