في مشهد تاريخي يعيد رسم ملامح الشرق الأوسط، ألقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، كلمة مؤثرة خلال قمة شرم الشيخ للسلام التي عُقدت اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025، بمشاركة عدد من قادة وزعماء العالم، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بعد الإعلان رسميًا عن اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة.
واستهل الرئيس السيسي كلمته بالترحيب بقادة العالم في "أرض السلام"، مؤكدًا أن هذه اللحظة تمثل صفحة جديدة في تاريخ المنطقة، بعد معاناة إنسانية طويلة شهدها قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه "يمثل بارقة أمل حقيقية لبدء عهد من السلام العادل والاستقرار الدائم في الشرق الأوسط".
وقال الرئيس السيسي في كلمته: "لقد أثبتم فخامة الرئيس أن القيادة الحقيقية ليست في شن الحروب، وإنما في القدرة على إنهائها... ونحن على ثقة في قيادتكم لتنفيذ الاتفاق الحالي وخطتكم بكافة مراحلها، فلتكن حرب غزة آخر الحروب في الشرق الأوسط".
وأضاف الرئيس أن مصر، منذ مبادرة الرئيس الراحل أنور السادات عام 1977، كانت وستظل منبرًا للسلام، مشددًا على أن خيار السلام العادل هو الخيار الاستراتيجي الدائم لمصر ولشعوب المنطقة كافة، وأن تحقيقه لا يمكن أن يتم إلا على أساس العدالة والمساواة في الحقوق، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما وجّه الرئيس السيسي نداءً مؤثرًا إلى الشعب الإسرائيلي، قائلاً: "دعونا نجعل هذه اللحظة التاريخية بداية جديدة لحياة يسودها العدل والتعايش... مدوا أيديكم لنتعاون معًا من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا جميعًا".
وفي كلمته، ثمّن الرئيس جهود الولايات المتحدة وتركيا وقطر في التوصل إلى هذا الاتفاق، مؤكدًا أن مصر ستواصل العمل مع الشركاء الدوليين لإعادة إعمار قطاع غزة، معلنًا عن نية القاهرة استضافة مؤتمر للتعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية خلال الفترة المقبلة.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن اتفاق اليوم يمهد الطريق لشرق أوسط جديد، خالٍ من الإرهاب والتطرف، يعيش فيه الجميع بأمن وسلام ضمن حدود آمنة وحقوق مصانة، قائلاً: أننا نستشرف مستقبلاً مشرقاً لمنطقتنا تُبنى مدنه بالأمل بدلاً من أن تُدفن ذكريات أصحابها تحت الأنقاض... فأمامنا فرصة تاريخية فريدة، ربما تكون الأخيرة، للوصول إلى شرق أوسط خالٍ من كل ما يهدد استقراره وتقدمه .... شرق أوسط تنعم فيه جميع شعوبه بالسلام والعيش الكريم ضمن حدود آمنة، وحقوق مصانة.... شرق أوسط منيع ضد الإرهاب والتطرف ... شرق أوسط خالٍ من جميع أسلحة الدمار الشامل .... هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي تتطلع مصر إلى تجسيده بالتعاون مع شركائها إقليمياً ودولياً.. إن اتفاق اليوم يمهد الطريق لذلك، ويتعين تثبيته وتنفيذ كافة مراحله، والوصول إلى تنفيذ حل الدولتين على نحو يضمن رؤيتنا المشتركة في تجسيد التعاون المشترك بين جميع شعوب المنطقة، بل والتكامل بين جميع دولها".
وفي ختام كلمته، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن قرار جمهورية مصر العربية منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "قلادة النيل"، قائلاً: "السادة الحضور، قبل أن اختم كلمتي، وتقديراً لجهود الرئيس دونالد ترامب، فإنني أود أن أعلن أمام الحضور الكريم قرار مصر إهداء فخامته (قلادة النيل)، وهي الأرفع والأعظم شأناً وقدراً بين الأوسمة المصرية، وتمنح لرؤساء الدول ولمن يقدمون خدمات جليلة للإنسانية".