زلزال مفاجئ يهز أسواق العملات الرقمية

شهد سوق العملات المشفرة هزة عنيفة وغير مسبوقة خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع الواردات الصينية، إلى جانب ضوابط جديدة صارمة على تصدير البرامج والتقنيات الحساسة.

وقد تسبب هذا الإعلان المفاجئ في موجة ذعر واسعة بين المستثمرين، وأسفر عن خسائر تجاوزت 6 مليارات دولار في أقل من ساعة.

تراجع حاد في البيتكوين والإيثريوم:

وفقاً لوكالة بلومبيرغ للأنباء، تراجعت عملة البيتكوين (Bitcoin) بشكل حاد بنسبة تجاوزت 12%، بعد أن انخفضت من أعلى مستوى تاريخي لها عند 126 ألف دولار لتلامس حدود 112 ألف دولار فقط، قبل أن تشهد تعافياً طفيفاً لاحقاً. هذا الانخفاض المفاجئ أعاد إلى الأذهان موجات التصحيح العنيفة التي كانت تشهدها الأسواق الرقمية عقب أي توترات اقتصادية أو سياسية عالمية.

وفي السياق نفسه، لم تكن عملة الإيثريوم (Ethereum) في مأمن من موجة الخسائر، إذ فقدت أكثر من 17% من قيمتها خلال الفترة ذاتها، لتواصل بذلك تراجعها الحاد وسط حالة من القلق المتصاعد لدى المستثمرين تجاه مستقبل الأصول الرقمية.

انهيار العملات البديلة وتصفية الرهانات

أما العملات الرقمية الأخرى، مثل XRP و Dogecoin، فكانت هي الأكثر تضرراً، حيث شهدتا انهياراً تجاوز 30% من قيمتهما السوقية، مما عمّق حالة الفوضى والهلع في أسواق التداول العالمية.

وتُشير البيانات الصادرة عن منصات التداول الكبرى إلى أنه تم تصفية رهانات تتجاوز قيمتها 7.4 مليارات دولار خلال 24 ساعة فقط، كنتيجة مباشرة للهلع الذي اجتاح المستثمرين، مما دفع بالكثيرين منهم إلى الانسحاب السريع من الأصول عالية المخاطر بحثاً عن ملاذات آمنة.

تحليل الخبراء: شبح الحرب التجارية يعود:

يرى المحللون الماليون أن السبب الرئيسي لهذا الانهيار المفاجئ يعود بشكل مباشر إلى عودة أجواء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي ألقت بظلالها السلبية على الاقتصاد العالمي بشكل عام، وسوق العملات المشفرة الذي يتسم بحدة التقلب بشكل خاص.

وأشار الخبراء إلى أن إعلان ترامب المفاجئ أعاد إشعال المخاوف بشأن القيود التجارية والتقنية المحتملة، مما دفع المستثمرين إلى المسارعة في التخلص من أصولهم الرقمية.

ومن المتوقع أن تشهد الأسواق مزيداً من التقلبات الحادة خلال الأيام المقبلة، خصوصاً في حال استمرار التوتر وعدم الاستقرار بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من الضغط السعري على العملات الرقمية وفي مقدمتها البيتكوين والإيثريوم.