فشل كارثي في سد النهضة الإثيوبي.. فماذا حدث؟

كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن فشل إثيوبيا في تحقيق أي من الأهداف الاقتصادية التي وعدت بها من مشروع سد النهضة، مشيرًا إلى أن المشروع لم يحقق حتى الآن أي عائد تنموي أو إنتاج فعلي للطاقة.

فشل كارثي في سد النهضة الإثيوبي

وأوضح "شراقي" في تصريحات إعلامية أن التوربينات التي أعلنت الحكومة الإثيوبية تشغيلها لتوليد الكهرباء لا تعمل في الأساس، مشيرًا إلى أن ذلك ظهر بوضوح خلال حفل الافتتاح الرسمي للسد، حيث لم يتم تسجيل أي إنتاج حقيقي للطاقة الكهربائية كما تم الترويج له.

وأضاف أن إثيوبيا لم تقم بتركيب شبكات لنقل الكهرباء في المناطق المجاورة لبحيرة السد، ما يجعل عملية الاستفادة من أي طاقة محتملة أمرًا صعبًا أو مستحيلاً في الوقت الحالي. كما لم تُنفذ الحكومة الإثيوبية أي مشروعات زراعية أو تنموية كبرى في محيط السد، رغم تعهداتها السابقة بتحويل المنطقة إلى مركز للتنمية المستدامة وتحسين حياة المواطنين.

وأشار أستاذ الجيولوجيا إلى أن المنطقة الجغرافية التي أُقيم عليها سد النهضة تُعد من أكثر المناطق النشطة زلزاليًا وغير المستقرة جيولوجيًا، وهو ما يزيد من مخاطر المشروع على المدى الطويل، سواء من حيث الأمان الإنشائي أو التأثيرات البيئية.

وأكد "شراقي" أن إثيوبيا استخدمت مشروع السد كأداة سياسية لتعزيز نفوذها الداخلي والإقليمي، لكنها فشلت في ترجمة ذلك إلى مكاسب اقتصادية حقيقية، لافتًا إلى أن استمرار المشكلات الفنية والمالية سيجعل السد عبئًا على الاقتصاد الإثيوبي بدلاً من أن يكون ركيزة للنمو كما كان يُروّج له.

واختتم قائلاً إن سد النهضة حتى الآن لا يحقق سوى مكاسب دعائية للحكومة الإثيوبية، بينما تبقى فوائده الاقتصادية غائبة تمامًا، في ظل غياب البنية التحتية اللازمة لتشغيله واستغلال موارده على نحو فعّال.