عودة الحرب التجارية.. الأسواق الأمريكية تفقد 1.2 تريليون دولار


الجريدة العقارية السبت 11 أكتوبر 2025 | 08:57 صباحاً
الصين وأمريكا
الصين وأمريكا
محمد عاطف

شهدت الأسواق الأميركية اضطرابات حادة مساء الجمعة، عقب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أعلن فيها إلغاء اجتماعه المرتقب مع نظيره الصيني شي جين بينغ، ملوّحًا بفرض رسوم جمركية ضخمة وغير مسبوقة على الواردات الصينية. وخلال 40 دقيقة فقط من تصريحه، فقد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 1.2 تريليون دولار من قيمته السوقية، في واحدة من أسرع موجات التراجع التي تشهدها وول ستريت منذ بداية العام.

وجاء التصعيد بعد اتهام ترامب للصين بـ"الكذب وفرض قيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة"، وهي المواد الحيوية في صناعة الرقائق الإلكترونية والأسلحة والتقنيات الذكية. وأوضح أن بكين تسعى لاستخدام هذه الموارد كورقة ضغط في المفاوضات التجارية، مؤكداً أن واشنطن "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الابتزاز الاقتصادي".

ويُذكر أن المعادن الأرضية النادرة تمثل عنصراً استراتيجياً في العلاقات بين البلدين، إذ تعتمد الولايات المتحدة على الصين لتوريد نحو 70% من احتياجاتها من هذه المعادن، التي كانت محورًا رئيسيًا في اتفاقية التجارة الأولى الموقعة في مايو 2025.

وعلى خلفية التصريحات، تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية بشكل جماعي؛ حيث هبط مؤشر داو جونز بـ879 نقطة (1.9%)، وانخفض ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.71%، بينما تراجع ناسداك الثقيل على شركات التكنولوجيا بنسبة 3.56%. وبنهاية الجلسة، بلغت الخسائر الإجمالية للأسواق الأميركية نحو 1.5 تريليون دولار.

ويرى محللون أن الأزمة الراهنة أعادت للأذهان أجواء الحرب التجارية بين واشنطن وبكين في 2018 و2019، لكنها تأتي هذه المرة في ظل واقع اقتصادي أكثر هشاشة، مع تباطؤ الاقتصاد الأميركي وتراجع الدولار بنسبة تتجاوز 10% منذ بداية العام، وهو أسوأ أداء سنوي للعملة منذ عام 1973.

ورغم هذه التقلبات، لا تزال الأسهم الأميركية تحافظ على مكاسب قوية خلال الأشهر الأخيرة، إذ ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 34% خلال نصف عام فقط — وهي وتيرة لم تتكرر سوى عشر مرات منذ عام 1930 — ما يعكس استمرار ثقة المستثمرين طويلة الأمد في السوق الأمريكية، رغم تصاعد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية.