سجلت الأسهم الآسيوية ارتفاعاً مدوياً لتصل إلى مستوى قياسي جديد، متصدرةً المشهد الاقتصادي العالمي بقيادة قوية من السوق اليابانية.
ويأتي هذا الصعود، الذي تزامن مع وصول الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق وتحرّك البتكوين قرب ذروتها، في ظل رهان المستثمرين على أن السياسة النقدية الميسّرة وتسارع الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي ستعزّزان شهية المخاطرة عالمياً.
اليابان تقود الارتفاع وتوقعات سياسية حاسمة
قفز مؤشر "نيكاي 225" في اليابان بأكثر من 4% ليلامس مستوى غير مسبوق.
ويُعزى هذا الصعود الكبير إلى اقتراب النائبة المؤيدة للتحفيز، ساناي تاكايشي، من تولي رئاسة الوزراء بعد فوزها برئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي يوم السبت.
تراجع الين: تراجع الين بنسبة 1.5% ليصل إلى 150 يناً مقابل الدولار، وهو مستوى يُراقب عن كثب، كما هبط إلى أدنى مستوى له على الإطلاق أمام اليورو.
تراجع السندات: هبطت عوائد السندات اليابانية لأجل 40 عاماً بشكل حاد، مما يعكس توقعات بانخفاض احتمالية رفع بنك اليابان للفائدة هذا الشهر، وسط توقعات بزيادة في إصدارات السندات الحكومية تحت إدارة تاكايشي.
أكدت شارو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو ماركتس"، أن "اليابان ذات السياسة التيسيرية تضيف مزيداً من السيولة العالمية وتدعم شهية المخاطرة بشكل عام.
وطالما أن تجارة الفائدة اليابانية مستمرة، فذلك يمثّل أنباء إيجابية لأسواق الأسهم والائتمان حول العالم".
صعود الذهب و"بتكوين" والرهان على التيسير العالمي
لم يقتصر الصعود على الأسهم؛ فقد ارتفع الذهب فوق 3,900 دولار للأونصة، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً، ليواصل موجة صعوده التي ميّزت أسواق السلع كملاذ آمن هذا العام.
كما سجّلت البتكوين مستوى قياسياً جديداً خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما يعكس تفاؤلاً بالسيولة العالمية.
النفط يتفاعل: صعدت أسعار النفط بعد أن اتفق تحالف "أوبك+" يوم الأحد على إعادة 137 ألف برميل يومياً فقط من الإمدادات المتوقفة، وهي وتيرة أبطأ من الزيادات المتوقعة، مما دعم الأسعار.
تفاؤل الفيدرالي: على الرغم من أن الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة حال دون صدور بيانات الوظائف غير الزراعية، فإن متداولي عقود المبادلات ما زالوا واثقين من أن الاحتياطي الفيدرالي سيُقدم على خفض آخر لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في أكتوبر.
الذكاء الاصطناعي يقود الموجة التقنية
تستعد موجة الصعود في أسهم التكنولوجيا، المدفوعة بالرهان على الذكاء الاصطناعي، لمواصلة مسيرتها.
ويعزز هذا التفاؤل موجة من الشراكات الجديدة وبلوغ تقييم شركة "أوبن إيه آي" (صانعة "تشات جي بي تي") نحو 500 مليار دولار.
وقال فرانك بنزيمرا، رئيس استراتيجية الأسهم الآسيوية في "سوسيتيه جنرال": "الظروف في الولايات المتحدة هي التي تقود هذه الأسواق معاً.
فمجلس الاحتياطي الفيدرالي يخفض الفائدة في اقتصاد لا يعاني ركوداً، ومع وجود مخاطر تضخم صعودية. وهذا ينعكس إيجاباً على الأسهم الأميركية والذهب، وله تبعات على آسيا."
وفي طوكيو، قفزت أسهم شركات تصنيع المعدات الدفاعية والتكنولوجيا بنسبة تجاوزت 10% وسط توقعات بزيادة الإنفاق الحكومي تحت الإدارة الجديدة.