إسبانيا تسجل قفزة قياسية في السياحة خلال صيف 2025 رغم الاحتجاجات والقيود


الجريدة العقارية الاحد 05 أكتوبر 2025 | 03:05 مساءً
السياحة الاسبانية
السياحة الاسبانية
حسين أنسي

حققت إسبانيا إنجازًا سياحيًا غير مسبوق خلال صيف 2025، بعد أن تجاوزت الأرقام القياسية السابقة في عدد الزوار الدوليين، على الرغم من القيود المفروضة في بعض المناطق والاحتجاجات المناهضة للتدفق السياحي في المدن الساحلية الكبرى، وفقًا لما ذكرته شبكة «يورونيوز».

وأظهرت بيانات رسمية صادرة عن المعهد الوطني للإحصاء الإسباني (INE) أن البلاد استقبلت 11.3 مليون سائح دولي في شهر أغسطس الماضي، بزيادة قدرها 2.9% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024، وذلك بعد أن جذبت 11 مليون سائح في يوليو الماضي، بارتفاع سنوي بلغ 1.6%.

وبذلك، بلغ إجمالي عدد السياح الوافدين إلى إسبانيا خلال شهري يوليو وأغسطس فقط 22.3 مليون سائح، متجاوزًا الرقم القياسي السابق البالغ 21.8 مليون سائح المسجل في الفترة نفسها من العام الماضي، ما يعكس انتعاشًا قويًا ومتواصلاً في قطاع السياحة الإسباني الذي يعد أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد الوطني.

أكثر من 66 مليون سائح في 8 أشهر فقط

كما كشف المعهد الوطني للإحصاء أن عدد الزوار الدوليين الذين قصدوا إسبانيا خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025 وصل إلى 66.8 مليون سائح، بزيادة بلغت 3.9% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024.

وتؤكد هذه الأرقام أن إسبانيا ما زالت تحتفظ بموقعها بين أبرز الوجهات السياحية في العالم، متقدمة على العديد من الدول الأوروبية المنافسة مثل فرنسا وإيطاليا واليونان.

السياحة تتحدى الاحتجاجات والقيود

ورغم القيود التي فرضتها بعض البلديات الإسبانية للحد من ظاهرة الاكتظاظ السياحي في المدن القديمة والمناطق الساحلية، إضافة إلى الاحتجاجات الشعبية المناهضة للسياحة المفرطة في مدن مثل برشلونة وبالما دي مايوركا، فإن تدفق السياح لم يتأثر بشكل كبير، بل شهد زيادة واضحة.

ويرجع الخبراء هذا النمو اللافت إلى تحسن خدمات الضيافة وتنوع التجارب السياحية التي تقدمها إسبانيا، إضافة إلى الطقس المثالي في موسم الصيف وتوافر الرحلات الجوية منخفضة التكلفة، فضلاً عن الحملات الترويجية القوية التي أطلقتها الحكومة الإسبانية لدعم السياحة المستدامة.

السياحة: قاطرة الاقتصاد الإسباني

وتشكل السياحة نحو 12% من الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا، كما توفّر ملايين فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في قطاعات النقل والضيافة والخدمات، ما يجعلها من أهم مصادر الدخل القومي في البلاد.

وتسعى الحكومة الإسبانية حاليًا إلى تحقيق توازن بين تعزيز النمو السياحي وحماية البيئة والموارد المحلية، من خلال خطط تهدف إلى تقليل الضغط على المدن السياحية الكبرى وتشجيع السياحة الريفية والثقافية في المناطق الأقل اكتظاظًا.