وصل وفد رفيع من حركة "حماس" الفلسطينية، برئاسة خليل الحية، إلى العاصمة المصرية القاهرة ظهر اليوم الأحد، لبدء جولة من اللقاءات غير المباشرة التي تهدف إلى بحث تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي تتركز في تنفيذ عملية تبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين.
وكشف مصدر مطلع في تصريحات خاصة لموقع "الشرق"، أن اللقاءات ستُجرى بوساطة مصرية وقطرية، حيث يتواجد في نفس المبنى الوفد الإسرائيلي والمبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، بهدف تبادل الرسائل بين الأطراف دون عقد اجتماعات مباشرة.
وفي بيان رسمي، أكدت وزارة الخارجية المصرية أن القاهرة ستستضيف، يوم الاثنين، وفدي إسرائيل وحركة حماس، لاستكمال المشاورات الخاصة بتهيئة الأوضاع الميدانية تمهيداً لتطبيق عملية تبادل المحتجزين ووضع حد للحرب الدائرة في غزة منذ أكثر من عامين، وذلك في إطار خطة ترامب لإنهاء الصراع وبدء مرحلة السلام.
وأعربت الخارجية عن أملها في أن تؤدي اجتماعات القاهرة إلى التوصل لاتفاق شامل يوقف الحرب ويُنهي معاناة الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن الجهود المصرية تأتي في سياق التحركات الإقليمية والدولية المتواصلة لدعم مقترح وقف إطلاق النار وتحقيق تهدئة شاملة في القطاع.
من جانبه، صرح قيادي بارز في حركة "حماس" أن الحركة حريصة على إنجاح المفاوضات والتوصل إلى اتفاق نهائي، موضحًا أن المرحلة الأولى من التنفيذ ستبدأ بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بشكل كامل، بما في ذلك انسحاب القوات من التجمعات السكانية، ووقف جميع الأنشطة الجوية والطائرات المسيرة.
وأضاف المصدر أن فصائل المقاومة الفلسطينية ستلتزم، بالتزامن مع وقف النار الإسرائيلي، بوقف عملياتها العسكرية، تمهيداً لبدء المرحلة الإنسانية من الخطة، والتي تشمل إدخال نحو 400 شاحنة مساعدات يوميًا إلى القطاع، وانسحاب القوات الإسرائيلية من شارع الرشيد ومحيطه، على أن تتراجع شرق شارع صلاح الدين وفق جداول زمنية يجري التفاوض عليها لاحقاً.
وأوضح أن عملية تبادل المحتجزين ستتم على مراحل خلال عدة أيام، تحت إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبدون أي مراسم احتفالية، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستفرج عن نحو 250 أسيراً فلسطينياً من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات، إلى جانب أكثر من 1700 معتقل من سكان قطاع غزة تم احتجازهم منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023.
في المقابل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء السبت، أن إسرائيل وافقت على "خطة انسحاب أولية" من قطاع غزة تم عرضها على حركة حماس، مؤكدًا عبر منصته "تروث سوشيال" أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ فور تأكيد الحركة، تمهيدًا لبدء تبادل الأسرى وتهيئة الأجواء للمرحلة الثانية من الاتفاق التي تهدف إلى إنهاء الحرب نهائيًا.
وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن المبعوثين الأمريكيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف سيتوجهان إلى القاهرة للمشاركة في استكمال المفاوضات الفنية الخاصة بعملية الإفراج عن المحتجزين ووضع أسس اتفاق سلام دائم في المنطقة.
على الجانب الإسرائيلي، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إن المبعوثين الأمريكيين "جاؤوا لإنهاء الأمر وليس للمناورة"، مؤكدًا أن الأولوية المطلقة للحكومة الإسرائيلية في المرحلة الحالية هي إتمام عملية تبادل المحتجزين، على أن يتم بحث بنود الانسحاب لاحقًا.
ويُنتظر أن تشهد الساعات المقبلة سلسلة اجتماعات مكثفة في القاهرة، بحضور الوسطاء المصريين والقطريين، وسط ترقب دولي واسع لنتائج هذه الجولة، التي توصف بأنها الأهم منذ اندلاع الحرب على غزة قبل عامين، وقد تمثل نقطة تحول تاريخية في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.