بعد 13 عامًا.. فضل شاكر يسلم نفسه للجيش اللبناني من الملاحقة في مخيم عين الحلوة


الجريدة العقارية السبت 04 أكتوبر 2025 | 10:37 مساءً
فضل شاكر
فضل شاكر
حسين أنسي

في تطور مفاجئ أنهى سنوات من الجدل والملاحقة، سلّم الفنان اللبناني فضل شاكر نفسه، اليوم السبت، إلى استخبارات الجيش اللبناني داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، وذلك بعد نحو 13 عامًا من اختفائه وصدور أحكام قضائية بحقه على خلفية أحداث «معركة عبرا» الشهيرة عام 2013.

ووفقًا لما نقلته وسائل إعلام لبنانية، فإن خطوة شاكر جاءت بعد موافقته على تسليم نفسه طوعًا، في إطار مساعٍ لتسوية أوضاعه القانونية وفتح صفحة جديدة بعد سنوات من العزلة والابتعاد عن الساحة الفنية.

وكان محمد شاكر، نجل الفنان، قد كشف قبل أيام في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط عن نية والده تسليم نفسه للسلطات اللبنانية، مشيرًا إلى أن القرار «مرهون بتوفر الوقت والظرف المناسبين». وأكد في تصريحاته لمنصة بيلبورد عربية التابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG): «النية موجودة، وهذا شيء طبيعي. فقط مع الوقت المناسب والوضع المناسب سيتم هذا الأمر بالتأكيد. عندنا ثقة بالقضاء اللبناني، وإن شاء الله بالفترة المقبلة تكون هناك نزاهة».

وأضاف محمد شاكر أن تسليم والده نفسه يمثل «المسار القانوني الطبيعي»، مؤكدًا على براءته من جميع التهم التي نُسبت إليه، قائلاً: «أبي بريء من كل التهم التي نُسبت إليه، وإن شاء الله تثبت براءته، وهذا حقه ولا بد أن يحصل عليه».

وعبّر عن ألم العائلة من الحملات الإعلامية التي طالت والده خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن «13 عامًا من الظلم والعذاب ليست بالأمر السهل»، مضيفًا: «ما زال هناك من يردد الاتهامات حتى الآن... ربما بسبب غسل الدماغ. الله يسامحهم، فليس سهلاً أن تُظلم إنسانًا بهذا الشكل».

خلفية القضية

كان فضل شاكر قد أعلن عام 2012 اعتزاله الغناء وانضمامه إلى جماعة الشيخ أحمد الأسير، التي شارك أنصارها في معركة عبرا ضد الجيش اللبناني بمدينة صيدا في يونيو 2013. وبعد سقوط الجماعة، لجأ شاكر إلى مخيم عين الحلوة هربًا من الملاحقة القضائية.

ووجهت إليه اتهامات بالانخراط في أعمال إرهابية وتمويل جماعة مسلحة، لكن المحكمة العسكرية اللبنانية أصدرت عام 2018 حكمًا ببراءته من تهم «قتل عناصر من الجيش اللبناني والمشاركة في أعمال إرهابية»، لعدم كفاية الأدلة، في حين بقيت قضايا أخرى مفتوحة بحقه.

بداية جديدة محتملة

تسليم فضل شاكر نفسه يُعد تحولًا بارزًا في مسيرته الشخصية والفنية، بعد سنوات من الانعزال داخل المخيم، حيث كان يطل بين الحين والآخر عبر مقاطع مصوّرة يعلن فيها براءته ورغبته في العودة إلى حياته الطبيعية.

ويُنتظر أن يخضع شاكر خلال الساعات المقبلة للتحقيق من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية تمهيدًا لعرضه على القضاء المختص، وسط توقعات بأن تفتح هذه الخطوة الباب أمام تسوية قانونية تُنهي ملفه الطويل الذي أثار انقسامًا في الرأي العام اللبناني والعربي.