غادر الممثل الهندي الشهير، فيجاي والذي تحول إلى العمل السياسي، مطار تريتشي متوجهًا إلى تشيناي، صباح السبت، دون الإدلاء بأي تصريحات لوسائل الإعلام بشأن حادث التدافع المأساوي في مدينة كارور، والذي وقع خلال أحد تجمعاته الانتخابية وأودى بحياة 34 شخصًا، فضلًا عن إصابة 46 آخرين.
ورغم محاولات الصحفيين توجيه الأسئلة إليه أثناء مغادرته، رفض فيجاي التعليق، مكتفيًا بالمضي قدمًا نحو سيارته، في استمرار لصمته الإعلامي الذي يلتزم به منذ تأسيس حزبه السياسي "تاميلاجا فيتري كازاجام" (TVK) مطلع العام الجاري.
تفاصيل الحادث المأساوي في كارور
الواقعة المؤلمة حدثت خلال تجمع انتخابي حاشد في مدينة كارور، حيث كان من المقرر أن يلقي فيجاي كلمة عقب انتهاء تجمع آخر له في ناماكال. وقدّر أحد كبار ضباط الشرطة أن عدد الحضور تجاوز 30 ألف شخص، ما أدى إلى ازدحام شديد وتكدس جماهيري كبير، خصوصًا بعد تأخر وصول فيجاي لأكثر من ست ساعات عن الموعد المحدد.
وبحسب مصادر شرطية نقلت عنها قناة NDTV، فإن التدافع بدأ حينما أُغمي على عدد من الأشخاص وسط الزحام الشديد، لتعمّ الفوضى ويتدافع الحضور باتجاه المنصة في محاولة للوصول إلى الممثل الشهير. وأسفر الحادث عن وفاة العشرات وإصابة العشرات الآخرين بإصابات متفاوتة الخطورة.
إدانات رسمية وتدخل حكومي عاجل
من جانبه، أعرب رئيس وزراء ولاية تاميل نادو، إم كيه ستالين، عن صدمته وحزنه العميق تجاه ما حدث، قائلًا في منشور على منصة X (تويتر سابقًا): "التقارير الواردة من كارور محزنة للغاية. لقد أمرت بتقديم علاج عاجل للمصابين، ووجهت وزير الصحة، وجامع الضرائب، والوزير السابق سينثيل بالاجي للمساعدة. كما تم تكليف مدير شرطة الولاية بإعادة الأمور إلى طبيعتها على الفور، ووجهت الوزير أنبيل ماهيش بالتواجد ميدانيًا لتقديم الدعم في حالة تأهب قصوى. أناشد المواطنين التعاون مع الشرطة."
كما علّق رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على المأساة، واصفًا إياها بـ"المؤلمة للغاية"، مضيفًا: "أعرب عن خالص تعازيّ للعائلات التي فقدت أحباءها في كارور، وأتمنى لهم القوة في هذا الوقت العصيب، وأدعو بالشفاء العاجل لجميع المصابين."
جدل متجدد حول تجمعات فيجاي السياسية
تأتي هذه الكارثة في وقت يتصاعد فيه الجدل حول التجمعات الجماهيرية الضخمة لحزب TVK، إذ سبق أن تسببت أول مسيرة لفيجاي في تريشي مطلع الشهر الجاري في اختناقات مرورية استمرت أكثر من ست ساعات، بعدما رافق الآلاف موكبه من المطار إلى مكان الفعالية.
وعلى خلفية تلك الحوادث، فرضت شرطة الولاية 23 شرطًا صارمًا على التجمعات والمسيرات المستقبلية لحزب فيجاي، تضمنت حظر المواكب العامة وحفلات الاستقبال الجماهيرية، إلى جانب تحذيرات للفئات الضعيفة من حضور الفعاليات ميدانيًا، مع تشجيعهم على متابعتها عبر الإنترنت.
صمت فيجاي يثير التساؤلات
رغم اتساع موجة الحزن والانتقادات التي صاحبت الحادث، يواصل فيجاي التزام الصمت التام تجاه المأساة، وهو ما أثار تساؤلات بين المراقبين بشأن موقفه من الواقعة التي تُعد أكبر أزمة تواجهه منذ دخوله المعترك السياسي.
ويرى محللون أن استمرار صمته قد يؤثر على صورته السياسية الناشئة، خصوصًا وأن الحادث الدامي ألقى بظلال ثقيلة على بدايات حزب "تاميلاجا فيتري كازاجام"، الذي يسعى لتثبيت أقدامه في الساحة السياسية بولاية تاميل نادو.