السد العالي جاهز.. تطور خطير يحدث في سد النهضة

حذر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، من الفيضان المستمر للنيل الأزرق، وذلك في ضوء حديثه عن الأوضاع بسد النهضة، بعد المخاوف السودانية من تصريفات سد النهضة.

سد النهضة

وكتب عباس شراقي، خلال صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك"، أن وزارة الزراعة السودانية أصدرت تنويه لجميع المواطنين على ضفاف نهر النيل بسبب تصريف سد النهضة تقريبا ضعف المعتاد 635 مليون م3.

سد النهضة

وقال عباس شراقي عن سد النهضة، إنه فى حين أن المتوسط فى مثل هذا الوقت نهاية سبتمبر 350 مليون م3، وتعدى أمس مستوى النيل الأزرق عند الخرطوم مستوى الفيضان (16.5 م) حيث وصل إلى 16.64 م والمتوقع اليوم أن يصل 16.80 م.

تفريغ بحيرة سد النهضة

كما تحدث أيضا، شراقي عن زيادة تفريغ بحيرة سد النهضة إلى 635 مليون م3/يوم.

وأوضح زيادة التصريف الإجبارى للمياه من بحيرة سد النهضة مع استمرار الأمطار وتوقف جميع التوربينات، حيث واصل نهر النيل ارتفاعه فى الخرطوم يوم 24 سبتمبر 2025 إلى تسجيل رقم هو الأعلى هذا العام بمقدار 16.64 متراً متخطيًا منسوب الفيضان 16.50 متراً، والرقم القياسى المسجل هو 17.66 متراً فى 6 سبتمبر 2020، نتيجة زيادة المنصرف من سد النهضة الذى بلغ حوالى 635 مليون م3 بزيادة قدرها أكثر من 200 مليون م3 عن معدل الأمطار الحالى.

وقال إن ما يحدث فى سد النهضة هو تخبط فى إدارة السد حيث الملء الكامل فى سبتمبر العام الماضى، وعدم تشغيل التوربينات بكفاءة طوال العام مع عدم التصريف التدريجى للمياه قبل موسم الفيضان من خلال بوابات المفيض حتى لاينكشف أمر عدم تشغيل التوربينات، مما أدى إلى استقبال الفيضان الجديد والبحيرة ممتلئة وبالتالى كان لابد من فتح 4 بوابات من المفيض العلوى بالإضافة إلى استخدام مفيض الممر الأوسط الذى سوف يتوقف قريبا مع زيادة المنصرف من مخزون البحيرة.

وأشار إلى أن السد العالى جاهز تماما لاستقبال هذه المياه مع مياه النيل الأبيض، وتسجل بحيرة ناصر زيادة تدريجية يومية فى المنسوب رغم الاستخدامات المائية الكبيرة خلال موسم أقصى الاحتياجات الذى أوشك على الانتهاء.

وكانت إثيوبيا قد افتتحت سد النهضة على النيل الأزرق في بداية سبتمبر الجاري، بحضور زعماء أفارقة هم رؤساء الصومال وكينيا وجيبوتي وجنوب السودان.

الصحف السودانية تحذر

وفي وقت سابق من الشهر، تحدثت الصحف السودانية عن ارتفاع منسوب سد النهضة، محذرة من العواقب، بعد أن أفاد الراصد الجوي المنذر أحمد الحاج بحدوث ارتفاع ملحوظ في منسوب نهر النيل الأزرق خلال الأيام الأخيرة، نتيجة زيادة التدفقات المائية الواردة من سد النهضة الإثيوبي، وتحديدًا بعد تشغيل أربع بوابات مفيض ما يُتوقع أن يرفع حجم المياه المتدفقة إلى 600 مليون متر مكعب يوميًا باتجاه محطة الديم على الحدود السودانية الإثيوبية.

وبحسب تقارير تحليلية، فإن فتح بوابات المفيض في سد النهضة يأتي في سياق تصريف كميات كبيرة من المياه المخزنة، والتي تجاوزت 60 مليار متر مكعب خلال موسم الأمطار2.

ويُحذر خبراء من أن التصريف المفاجئ دون تنسيق قد يُشكل ضغطًا على السدود السودانية، خاصة أن المسافة بين سد النهضة وسد الروصيرص لا تتجاوز 100 كيلومتر.