أفادت منظمة السياحة العالمية بأن القطاع السياحي العالمي شهد نموًا ملحوظًا خلال النصف الأول من عام 2025، حيث ارتفعت أعداد السياح الدوليين بنسبة 5%.
جاء ذلك في تقرير صدر عن المنظمة بعنوان "ارتفاع السياحة العالمية بنسبة 5% في النصف الأول من عام 2025 رغم التحديات العالمية"، والذي أكد قدرة القطاع على الصمود رغم الصعوبات الاقتصادية والسياسية.
توقعات مستقبلية ومؤشرات إيجابية
توقعت المنظمة أن يواصل القطاع تحسنه، حيث رأى نصف المختصين أن أداء القطاع سيكون أفضل خلال ما تبقى من عام 2025، فيما اعتبر 33% أن الأداء سيظل مماثلًا للعام الماضي.
وقد ساهمت هذه التوقعات في رفع تقديرات نمو أعداد المسافرين الدوليين لهذا العام لتتراوح بين 3% و5%.
وأظهر التقرير أن عدد السياح الدوليين خلال الأشهر الستة الأولى من العام وصل إلى نحو 690 مليون شخص، بزيادة قدرها 33 مليونًا عن الفترة نفسها من عام 2024.
وقد انعكس هذا النمو على اقتصادات الدول، حيث ساهم في خلق فرص عمل وزيادة العوائد.
أداء متباين بين الأقاليم
جاءت قارة إفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ في مقدمة الأقاليم من حيث معدلات النمو، بينما استمر التعافي في أوروبا والأمريكتين والشرق الأوسط بوتيرة متباينة.
إفريقيا: سجلت أقوى معدل نمو عالمي بنسبة 12%، حيث شهدت شمال إفريقيا زيادة بنسبة 14%، وإفريقيا جنوب الصحراء زيادة بنسبة 11%.
آسيا والمحيط الهادئ: حققت المنطقة نموًا بنسبة 11%، مع تصدر شمال شرق آسيا للأقاليم بزيادة 20% مقارنة بالعام الماضي.
أوروبا: استقبلت ما يقرب من 340 مليون سائح، بزيادة 4% عن عام 2024.
القارة الأمريكية: ارتفعت حركة الوافدين بنسبة 3%، مع تحقيق أمريكا الجنوبية زيادة لافتة بلغت 14%، بينما ظل الأداء شبه مستقر في أمريكا الشمالية.
الشرق الأوسط: شهدت المنطقة تراجعًا بنسبة 4% مقارنة بالنصف الأول من 2024، لكنها بقيت أعلى من مستويات عام 2019 بما نسبته 29%، مما يؤكد استمرار مسارها التصاعدي.
التحديات وتأثيرها على حركة السفر
أشار التقرير إلى أن ارتفاع تكاليف النقل والإقامة يظل من أبرز العقبات التي تواجه القطاع، إلى جانب استمرار ظاهرة تضخم السياحة. ومن المرجح أن يدفع ذلك المسافرين إلى البحث عن خيارات بديلة مثل تقليل فترة الإقامة أو تقصير المسافة.
كما أكد التقرير أن الأوضاع الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية تؤثر على ثقة المستهلكين، التي صنفت كأحد أهم العوامل المؤثرة في حركة السياحة.
ومع ذلك، شهد مؤشر الثقة السياحية الصادر عن الأمم المتحدة تحسنًا طفيفًا في التقديرات الخاصة بالفترة من سبتمبر إلى ديسمبر 2025.