بدأ الملك فيليبي السادس، ملك إسبانيا، والملكة ليتيزيا، زيارتهما الرسمية لمصر بجولة مميزة بين كنوز الحضارة الفرعونية في مدينة الأقصر، حيث حطت طائرتهما مساء الخميس بمطار الأقصر الدولي، وكان في استقبالهما محافظ الأقصر المهندس عبد المطلب عمارة، ووزير السياحة والآثار الدكتور شريف فتحي، في أجواء احتفالية تعكس أهمية هذه الزيارة التاريخية.
واستهل العاهل الإسباني وزوجته برنامج الزيارة بالتوجه إلى البر الغربي، حيث زارا معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري، والتقطا الصور التذكارية وسط أجواء مبهجة، قبل أن يختتما ليلتهما التاريخية في فندق ونتر بالاس العريق المطل على كورنيش النيل، والذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1886، وقد كتب الملك فيليبي رسالة بخط يده في سجل الفندق أعرب فيها عن سعادته بالإقامة في الأقصر، قائلاً: «إقامة مميزة في قصر الشتاء.. نأمل أن نعود مرة أخرى، فمصر وإسبانيا قريبان».
وفي اليوم التالي، واصل الملك فيليبي السادس والملكة ليتيزيا جولتهما بزيارة متحف الأقصر على كورنيش النيل، حيث اطلعا على معرض «كنوز الوزير أمين حتب هوي»، الذي يضم أكثر من 300 قطعة أثرية تمثل أبرز إنجازات البعثة الأثرية الإسبانية بالأقصر بين عامي 2009 و2021.
كما شملت الجولة زيارة موقعي عمل البعثة الإسبانية في مقابر ذراع أبو النجا ومعبد الرمسيوم بالبر الغربي، حيث تفقدا آخر إنجازاتها المتمثلة في افتتاح مقبرتي «جحوتي وحري» بعد ترميمهما. وتتميز المقبرتان بتصاميم معمارية فريدة تعود لعصر الأسرة الثامنة عشرة، وزُينت جدرانهما بنقوش رائعة، فيما استخدمت الطاقة الشمسية لإضاءة الممرات الداخلية.
وتأتي هذه الزيارة، الأولى من نوعها لملك إسبانيا إلى مصر منذ اعتلائه العرش عام 2014، لتؤكد على عمق الروابط التاريخية والثقافية بين البلدين، وتعزز مكانة الأقصر كعاصمة للسياحة الثقافية على مستوى العالم. ومن المقرر أن يختتم الملك والملكة زيارتهما بجولة في القاهرة تشمل شارع المعز، للتعرف على عراقة الآثار الإسلامية.


