أوقفوا تسليح إسرائيل.. احتجاجات واسعة في لندن على زيارة ترامب الرسمية إلى بريطانيا


الجريدة العقارية الاربعاء 17 سبتمبر 2025 | 06:50 مساءً
مظاهرة في لندن احتجاجا على زيارة ترامب إلى بريطانيا
مظاهرة في لندن احتجاجا على زيارة ترامب إلى بريطانيا
محمد شوشة

وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بريطانيا مساء أمس الثلاثاء، وسط احتجاجات واسعة من ناشطين بريطانيين غاضبين على علاقاته السابقة بجيفري إبستين، رجل الأعمال المدان بجرائم جنسية.

مظاهرة في لندن احتجاجًا على زيارة ترامب إلى بريطانيا

تجمع آلاف الأشخاص في ساحة بورتلاند بوسط لندن للتعبير عن رفضهم لزيارة الدولة الثانية التي يقوم بها الرئيس الأمريكي، وسط حضور كثيف للشرطة لتنظيم حركة المتظاهرين وتأمين المنطقة.

وبدأ منظمو الاحتجاج، تحالف "أوقفوا ترامب"، الذي يضم أكثر من 50 نقابة وجمعية خيرية، المسيرة نحو وايت هول حاملين لافتات تحمل شعارات مثل "لا للعنصرية"، و"لا لترامب"، و"أوقفوا تسليح إسرائيل".

كما حمل بعض المشاركين نسخًا مصغرة من منطاد "ترامب بيبي" الذي يبلغ ارتفاعه 20 قدمًا، والذي سبق أن حلق بين الحشود خلال الاحتجاجات على أول زيارة رسمية للرئيس في عام 2019، في رسالة رمزية رفضًا للسياسات الأمريكية وللسلوك الشخصي للرئيس.

ومن المقرر أن يقضي الرئيس ترامب وميلانيا ترامب اليوم الأربعاء في قلعة وندسور، حيث سيستضيفهما الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا، فيما من المقرر أن يلتقي ترامب يوم الخميس برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مقر إقامته الريفي "تشيكرز".

وأفادت الشرطة بأنها تدخلت سريعًا لإيقاف العروض الاحتجاجية، واعتقلت أربعة أشخاص بتهمة التواصل الخبيث، بينما أكدت مجموعات ناشطة أن لديها المزيد من الحملات المخطط لها، بما في ذلك مسيرة حاشدة في شوارع لندن اليوم الأربعاء.

وقد كانت هذه الحملة من تنظيم مجموعة "Everyone Hates Elon" التي سبق لها تنظيم احتجاجات ضد إيلون ماسك في بريطانيا. 

وأوضحت المتظاهرات والمتظاهرون أن هدفهم إحراج الرئيس الأمريكي من خلال تسليط الضوء على علاقته السابقة بإبستين، مؤكدين أنهم لا ينوون السماح له بالاستمتاع بالزيارة الرسمية دون مواجهتهم.

وجاءت الاحتجاجات بالتزامن مع وصول ترامب إلى المملكة المتحدة، حيث أظهرت صور عالية الدقة له مع إبستين على جدار برج قلعة وندسور، المكان الرئيسي للفعاليات الرسمية، في عرض يسلط الضوء على صداقتهما السابقة. 

كما جالت شوارع وندسور لوحة إعلانية متنقلة تحمل صور إبستين وترامب، وتظهر عبارة "مرحبًا بك في المملكة المتحدة يا دونالد".

وفي الولايات المتحدة، يواجه ترامب غضبًا شديدًا بسبب قراره عدم الكشف عن ملفات وزارة العدل المتعلقة بجرائم إبستين، بينما في بريطانيا أقال رئيس الوزراء كير ستارمر الأسبوع الماضي سفيره في واشنطن، بيتر ماندلسون، عقب نشر رسائل بريد إلكتروني داعمة لإبستين.

وأكد تحالف "أوقفوا ترامب"، المنظم لمظاهرة حاشدة في وسط لندن يوم الأربعاء، أن المتظاهرين يطالبون الحكومة البريطانية بالتصدي للرئيس الأمريكي ومحاسبته على سياساته وعلاقاته المثيرة للجدل.

وأوضحت نائبة مساعد مفوض شرطة العاصمة، لويز بوديفوت، أنه من المتوقع أن تتجمع حوالي 50 مجموعة احتجاجية مختلفة في وسط لندن، مما يزيد من الضغط على قوات الشرطة التي تواجه صعوبة في احتواء الحشود الكبيرة.

كما شملت الاحتجاجات فعاليات من قبل ناشطين من أجل المناخ، الذين اقتحموا حفل عشاء أقامته منظمة "الجمهوريون في الخارج" احتفالًا بالزيارة الرسمية، مرددين شعارات تنتقد دعم ترامب لتوسيع التنقيب عن النفط، مثل "المال النفطي يقتل"، فيما تدخل ضيوف الحفل، من بينهم مقدم البرامج في قناة "TalkTV" أندريه ووكر، لإخراج المتظاهرين من القاعة، دون أن تستجب المنظمة لطلب التعليق.

وتأتي هذه الاحتجاجات وسط توقعات بأن تستقطب مظاهرات يوم الأربعاء أكثر من 10 آلاف متظاهر في شوارع لندن، من بينهم نواب بريطانيون وناشطون دوليون، مطالبين الحكومة بالتصدي للرئيس الأمريكي، ومن بينهم النواب زارا سلطانة وجيريمي كوربين والناشط العمالي الأمريكي كريس سمولز، مؤسس نقابة أمازون.

يُذكر أن زيارة ترامب الرسمية لم تحظَ بترحيب شعبي واسع، إذ شهدت زياراته السابقة في 2019 احتجاجات مماثلة، كما أن وسائل الإعلام البريطانية خصصت برامج وتحقيقات خاصة للتحقق من صحة الادعاءات المثيرة للجدل التي قدمها ترامب كرئيس، في الوقت الذي يواجه فيه معارضة كبيرة من قطاعات مختلفة من المجتمع البريطاني.

مظاهرة في لندن احتجاجا على زيارة ترامب إلى بريطانيا
مظاهرة في لندن احتجاجا على زيارة ترامب إلى بريطانيا