قال كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والتجارة المكلّف بالتجارة الخارجية في المغرب، عمر حجيرة، إن لقاءاته في مصر كانت مثمرة للغاية، مشيدًا بحفاوة الاستقبال التي تلقاها من الحكومة والشعب المصري.
وأضاف في لقاء مع قناة الشرق، أن المغرب يعتبر مصر بلدًا شقيقًا له، معبرًا عن شكره للحكومة المصرية على التنظيم والضيافة، موضحا أن الاجتماع الذي جمع الدول الإفريقية في المنطقة الحرة الإفريقية تناول مواضيع حيوية، أبرزها النسيج والسيارات، وتم التوصل إلى توافقات مهمة تهدف إلى تسهيل وتشجيع التجارة البينية بين الدول الإفريقية. وأشار إلى أن التجارة بين الدول الإفريقية لا تزال ضعيفة جدًا، حيث لا تتجاوز 15%، وهو ما يتطلب استراتيجيات عملية لزيادة هذا الرقم وتحفيز التجارة البينية.
التجارة البينية وتعزيز التنافسية الإفريقية
وتابع حجيرة بأن الهدف من هذه المبادرات هو تحسين التنافسية بين الدول الإفريقية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، عبر خلق بيئة واضحة للرؤية الاقتصادية. وأكد أن تعزيز السياسات الصناعية الإفريقية والتكامل بين دول القارة هو أمر أساسي لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
وأشار إلى أن المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك تتبنى سياسة صناعية واضحة، حيث أصبحت المملكة رائدة في صناعة السيارات على المستوى الإفريقي، محققة صادرات تصل إلى حوالي مليون سيارة سنويًا، معتبرا أن هذه التجربة المغربية تشكل نموذجًا للدول الإفريقية، حيث يمكن للمغرب مشاركة خبراته مع باقي الدول في القارة.
📍 كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والتجارة المكلّف بالتجارة الخارجية بالمغرب، عمر حجيرة لـ "الشرق":
📊 %15 نصيب التجارة الأفريقية من التجارة العالمية وهو رقم بحاجة لمضاعفته
🚗 المغرب يصدر سنويا نحو مليون سيارة ونعمل على تعزيز للتعاون في هذا القطاع الهام على مستوى الدول… pic.twitter.com/iIxij2MhCX
تحول الصناعات إلى الكهربائية والتكامل الإفريقي
وأكد حجيرة أن صناعة السيارات في المغرب تشهد تحولًا نحو السيارات الكهربائية، وهو تحول يتطلب تعاونًا أكبر بين الدول الإفريقية، معتبراً أن المنتجات المغربية يمكن أن تستفيد من مدخلات من دول إفريقية أخرى في إطار سياسة تكاملية تدعم الصناعة المحلية.
وأشار إلى أن المغرب يسعى لتشجيع الواردات من دول إفريقيا، مع التركيز على تعزيز المبادلات التجارية ضمن إطار برنامج التجارة الخارجية المغربي، الذي يهدف إلى زيادة الصادرات المغربية وتحقيق توازن في الميزان التجاري.
التعاون المغربي-المصري: آفاق واعدة للاستثمار المشترك
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين المغرب ومصر، شدد حجيرة على الإرادة القوية من الجانبين لتعزيز التعاون الاقتصادي. وقال إن هناك رغبة مشتركة في زيادة الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، مشيرًا إلى أن تحفيز الاستثمارات المغربية في مصر والاستثمارات المصرية في المغرب هو أحد المحاور الأساسية لتعزيز التعاون الثنائي وتحقيق توازن في الميزان التجاري بين البلدين.
وأضاف أن هناك حاجة مستمرة لتقييم بعض الاتفاقيات التجارية الحالية بين المغرب ودول أخرى، مع التركيز على إيجاد حلول تضمن مصلحة كلا الطرفين.
الآفاق المستقبلية
وأكد حجيرة أن المغرب حقق تقدمًا ملموسًا في تعزيز التعاون التجاري مع الدول الإفريقية ومع مصر تحديدًا، مشيرًا إلى أنه رغم وجود خلل في الميزان التجاري بين البلدين، فإن النية الحسنة والعمل المشترك يشيران إلى نتائج إيجابية في المستقبل.