الصناديق السيادية الخليجية.. نفوذ متزايد في الاقتصاد العالمي


الجريدة العقارية الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 | 12:56 صباحاً
الصناديق السيادية الخليجية
الصناديق السيادية الخليجية
مصطفى عبدالله

أظهر تقرير حديث لوكالة "بلومبيرغ" أن الصناديق السيادية في منطقة الشرق الأوسط، والتي تدير ثروات تتجاوز 4 تريليونات دولار، قد أصبحت لاعباً محورياً في تفاصيل الحياة اليومية حول العالم.

فقد تجاوزت هذه الصناديق دورها التقليدي المتمثل في استثمار عائدات النفط، لتتحول إلى أدوات استراتيجية لتنويع الاقتصادات الخليجية وتعزيز نفوذها المالي على الصعيدين المحلي والعالمي.

تزايد حجم الاستثمارات

في عام 2024 وحده، أنفقت الصناديق السيادية الخليجية نحو 86.4 مليار دولار على صفقات دولية، وهو ما يمثل أكثر من ضعف حجم استثماراتها قبل خمس سنوات.

ويعكس هذا النمو الهائل حجم الثقة المتزايدة في هذه الصناديق كقوة استثمارية عالمية مؤثرة.

بصمة خليجية في الحياة اليومية

يوضح التقرير كيف أن نفوذ هذه الصناديق يلامس جوانب الحياة اليومية في كبرى المدن العالمية، فعلى سبيل المثال، يظهر هذا النفوذ في مدينة شيكاغو الأمريكية من خلال:

السيارات الكهربائية: سيارة "لوسيد" (Lucid)، التي يملك أغلب أسهمها صندوق الاستثمارات العامة السعودي.

المكاتب المشتركة: مكاتب "وي وورك" (WeWork)، المدعومة باستثمارات سعودية.

إدارة المواقف: عدادات مواقف السيارات التي تديرها شركة يمتلك جهاز أبوظبي للاستثمار حصة فيها.

أغذية الأطفال: عربات أطفال من علامة "بوجابو" (Bugaboo) التي استحوذت عليها شركة "مبادلة" الإماراتية.

ألعاب الفيديو: ألعاب مثل "سوبر سماش بروز" (Super Smash Bros.)، المدعومة من شركة "سافي جيمز" السعودية.

أما في مدينة لندن، فتمتد هذه البصمة لتشمل:

المنشآت المالية: مجمعات مالية مدعومة من جهاز قطر للاستثمار.

المطارات: مطار هيثرو، الذي يشارك في ملكيته الصندوق السيادي القطري وصندوق الاستثمارات العامة السعودي.

الأندية الرياضية: أندية كرة القدم الشهيرة مثل "مانشستر سيتي" المملوك لأبوظبي و"نيوكاسل يونايتد" المملوك لصندوق الاستثمارات السعودي.

إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي

وفقاً للتقرير، فإن هذه الاستثمارات الواسعة في قطاعات متنوعة مثل التكنولوجيا والعقارات والرياضة والثقافة، تجعل من الصناديق السيادية الخليجية من بين أكثر المستثمرين نشاطاً في العالم.

وهذا النشاط المتزايد يساهم في إعادة تشكيل الهيكل الاقتصادي والاستهلاكي في كبرى المدن الدولية.

وفي هذا الصدد، قال دييغو لوبيز، مدير شركة "Global SWF" المتخصصة في تتبع الصناديق السيادية: "سواء كنت في شيكاغو أو لندن أو طوكيو، فإن الصناديق السيادية في الشرق الأوسط سيكون لها بالتأكيد دور في حياتك".