عالم يُفجر مفاجأة جديدة عن بناء الهرم الأكبر


الاحد 29 نوفمبر 2020 | 02:00 صباحاً
عبدالله محمود

 اتفقت العديد من النظريات، حول المدة التي نفذ فيها المصريون القدماء بناء الهرم الأكبر، وضمن المعتقدات السائدة حول هذا الأمر، هو أنه بُني على مدى 20 عامًا خلال فترة الأسرة الرابعة للفرعون خوفو، ولا يزال الغموض يكتنف هذه النصب التذكارية القديمة. 

ويعد الهرم الأكبر واحدًا من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، والوحيد الذي لا يزال سليما إلى حد كبير، ويقدر وزنه بنحو ستة ملايين طن، ويتألف من 2.3 مليون كتلة من الحجر الجيري، وهناك نظريات مختلفة حول تقنيات بناء الهرم الأكبر، ولكن الفرضيات الأكثر قبولًا تستند إلى نقل كل من هذه الكتل الحجرية من محجر قريب ورفعها إلى مكانها.

لكن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة، وفقًا للمهندس الإنشائي "بيتر جيمس"، الذي أمضى 14 عامًا في العمل على الحفاظ على المباني التاريخية والمعابد في مصر مع شركته Cintec، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية.

وشرح بالتفصيل في كتابه "إنقاذ الأهرامات: هندسة القرن الحادي والعشرين والآثار المصرية القديمة"، كيف أن الاكتشاف الذي تم خلال التنقيب في القرن التاسع عشر كان محوريًا لنظريته، حيث كتب جيمس: "اكتشف Flinders Petrie مآخذ حجرية في كل زاوية ليس لها استخدام واضح ولا تتوافق مع الغلاف الخارجي، فهذه المنافذ على ما أعتقد، كانت تُستخدم لنصب مقاطع جانبية مصنوعة من الخشب".

وأضاف "يمكن رؤيتها في جميع مواقع البناء عند وضع الأساسات واستخدامها لإبراز خط البناء لإنشاء الزوايا الصحيحة، لذلك أعتقد أن البنائين القدامى استخدموا طرق الرؤية المرئية مثل النقل لتحديد وقياس الأطوال".

وقد تم استخدام طريقة النقل لعمل خطوط مستقيمة، تبلغ 15 إلى 20 ذراعًا، لقياس المسافات وبدون أي حبال"، وواصل "جيمس" بالتفصيل كيف كانت هذه الاكتشافات ستساعد في بناء أساس الهرم، وأضاف: "بذلك تكون عمليات النقل فعالة جدًا أيضًا إذا تم استخدامها ليلًا مع مصابيح أو مصابيح صغيرة بدلًا من الأعمدة".

كما أكد :"بمجرد تحديد القاعدة بدقة، ستكون زاوية البناء 45 درجة تقريبًا، والتي يتم قياسها عبر الأقطار، وليس وجه الهرم"، وقال: "نعلم الآن أن الهرم الأكبر يبلغ طوله 230 مترًا وارتفاعه حوالي 150 مترًا، وطالما أن هناك كتلة في الداخل وبنفس الارتفاع لأعلى، يمكنك البدء من جميع الزوايا الأربع والذهاب إلى أعلى بنفس 45 درجة".

فيما يعتقد البعض أن هناك 2.6 مليون كتلة في الهرم الأكبر، هذا يعني أنك إذا أخذت هذه من المحجر، واحدة تلو الأخرى، فستحتاج إلى واحدة كل ست دقائق للقيام بذلك في غضون 25 عامًا، ولكن وصف "جيمس" ذلك بـ الهراء المطلق. 

علاوة على ذلك، فإن عالم المصريات لديه نظرية حول كيفية تحقيق ذلك، وأوضح في كتابه: "ستكون هذه هي المرة الوحيدة التي ستكون فيها الحاجة إلى المنحدرات الخارجية سابقًا للوصول إلى الجزء الداخلي من الهرم،بمجرد دخول البنائين إلى المحيط الداخلي ، سيتم إنشاء منحدرات داخلية لتوفير وصول عمل إلى الممرات وغرف الدفن وحركة أي كتل كبيرة تعتبر ضرورية".

وأكمل:" مع مساحة الغرفة المتاحة، يمكن أن يصل عرض المنحدرات إلى ما يقرب من 10 أمتار دون التسبب في أي ازدحام في منطقة البناء، ووجد Flinders Petrie أن الهرم الأكبر يحتوي على تجويف مميز في وسط كل وجه في الأحجار الأساسية".

مشيرًا إلى أنه "سيتزامن هذا مع انقطاع في البناء بين الزاوية التي سمحت للبناة بالوصول إلى مركز قلب الهرم، "أظن أن ما حدث هو أنهم بدأوا في الزوايا، وصعدوا، ووضعوا سلالم بالداخل ووصلوا إلى حجرة الدفن التي يبلغ ارتفاعها حوالي 50 مترًا".

مختتمًا نظؤيته :"أثناء صعودهم ، كانوا سيصلون إلى نقطة حيث وضعوا عوارض دعم من شأنها أن تخلق فجوات، وكانوا قد تركوا هذه فارغة أو يملأونها بمادة ذات كثافة مختلفة عن الخارج"

وقد أمضى السيد جيمس حياته المهنية في تقوية وترميم الهياكل ذات الأهمية التاريخية في جميع أنحاء العالم، من قلعة وندسور إلى البيت الأبيض، وفي كتابه "إنقاذ الأهرامات"، يطرح منظورًا فريدًا للهندسة الإنشائية لمصر القديمة، معطيًا رأيه في النظريات الشائعة حول الأهرامات - جنبًا إلى جنب مع التوقعات الجديدة والمبتكرة حول بنائها.