مظاهرات حاشدة من اليمين البريطاني تشل العاصمة لندن


الجريدة العقارية السبت 13 سبتمبر 2025 | 09:24 مساءً
محمد عاطف

شهدت العاصمة البريطانية لندن، اليوم السبت، حالة من الاستنفار الأمني مع خروج آلاف المتظاهرين في مسيرتين متعارضتين، إحداهما يقودها الناشط اليميني المعروف تومي روبنسون، تحت شعار "توحيد المملكة"، والثانية نظمتها مجموعات مناهضة للعنصرية والفاشية.

المسيرة التي نظمها اليمين المتطرف جذبت حشوداً كبيرة، رفع المشاركون خلالها أعلام المملكة المتحدة وإنجلترا، ورددوا هتافات تطالب بـ"استعادة البلاد"، مع تعبيرات واضحة عن معارضة سياسات الهجرة واللجوء في البلاد. وشوهدت لافتات تُخلّد الناشط الأمريكي المحافظ تشارلي كيرك الذي قُتل مؤخراً، في ما اعتبره المنظمون حدثًا رمزيًا في إطار التعبئة السياسية.

في المقابل، خرج آلاف من النشطاء المناهضين للفاشية من ساحة راسل بلندن في مسيرة مضادة، رفعوا خلالها لافتات مناهضة للعنصرية وأعلامًا فلسطينية، وهتفوا بشعارات تدعو للتضامن مع اللاجئين ورفض خطاب الكراهية.

السلطات الأمنية استبقت هذه الأحداث بنشر أكثر من 1600 عنصر شرطة لتأمين المسيرتين، من بينهم نحو 500 ضابط تم استقدامهم من خارج العاصمة. كما أقيمت حواجز أمنية للفصل بين المجموعتين ومنع أي صدام محتمل، خاصة أن التوتر كان واضحًا في شعارات الطرفين.

قائد العملية الأمنية، كلير هاينز، أوضح أن الشرطة تتخذ إجراءات استباقية لضمان سلامة المواطنين، مشيرًا إلى أن أي سلوك عنصري أو تحريضي سيُواجه بحزم. في حين أكدت شرطة لندن أن عملية التأمين تُعد واحدة من أكبر عملياتها خلال العام، تزامنًا مع إقامة عدد من مباريات كرة القدم المهمة، ما فاقم الضغط على مواردها.

تومي روبنسون، قائد المسيرة اليمينية، وصف الحدث بأنه "مهرجان لحرية التعبير"، داعيًا المشاركين إلى الالتزام بالسلمية وعدم ارتداء الأقنعة أو تعاطي الكحول، مؤكدًا أن الهدف هو "إظهار الفخر بالهوية الوطنية".

من جانبها، قالت ساميرا علي، المنسقة الوطنية لحركة "قفوا ضد العنصرية"، إن المظاهرة المضادة تسعى لإظهار رفض المجتمع لتصاعد خطاب الكراهية والتطرف، مؤكدة أن الرسالة الأساسية هي الوحدة ضد الفاشية.

الاحتجاجات عرقلت حركة السير في مناطق حيوية من العاصمة، وأثّرت على وسائل النقل العامة، وسط تحذيرات من اختناقات مرورية وتأخيرات في خدمات الحافلات.