تواجه شركتا بي واي دي الصينية وتسلا الأميركية ضغوطاً متزايدة في سوق السيارات المكسيكية، بعدما أعلنت الحكومة عن مقترح لفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السيارات المستوردة من دول لا تربطها اتفاقيات تجارة حرة مع المكسيك، وعلى رأسها الصين. ومن المتوقع أن تكون هذه الرسوم بمثابة ضربة قوية لسوق السيارات الكهربائية المزدهر في البلاد، فيما تُستثنى منها الشركات الأميركية الكبرى بفضل تشريعات سابقة.
الرسوم الجديدة، التي ما زالت بحاجة لموافقة الكونغرس، تأتي بعد رفع التعريفات على السيارات الكهربائية الصينية العام الماضي من 0% إلى 15%. وقال أوجينيو جرانديو، رئيس جمعية التنقل الكهربائي في المكسيك، إن هذه الخطوة تمثل "نقطة تحول" في مسار السوق، موضحاً أن نسبة 50% تعد منافسة بشدة وتغير قواعد اللعبة.
تبيع تسلا في المكسيك سيارات موديل 3 وموديل Y المستوردة من مصنعها في شنغهاي، ورغم خططها السابقة لبناء مصنع ضخم في شمال المكسيك كان سيخلق نحو 6000 وظيفة، إلا أن المشروع تعثر العام الماضي بسبب ارتفاع أسعار الفائدة والضغوط الاقتصادية العالمية. ويرى محللون أن تسلا قد تلجأ لإعادة توجيه وارداتها من مصانع أخرى لتقليل أثر الرسوم، لكن ذلك سيحتاج وقتاً.
على الجانب الآخر، علّقت بي واي دي خططها لإنشاء مصنع محلي في المكسيك بسبب مخاوف سياسية مرتبطة بالعلاقات التجارية مع الولايات المتحدة وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورغم ذلك، حققت الشركة الصينية نمواً سريعاً، إذ باعت نحو 40 ألف سيارة كهربائية في المكسيك خلال عام 2024، وهو ما يعادل نصف مبيعات هذا القطاع في البلاد. لكن الرسوم الجديدة قد تعرقل هذا التوسع بشكل كبير، خصوصاً أن بي واي دي بنت استراتيجيتها على الأسعار المنخفضة المدعومة من الحكومة الصينية.