قال رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس تحالف "صمود"، عبدالله حمدوك، إن الحرب الحالية في السودان تُعد كارثة غير مسبوقة، حيث دمرت البنية التحتية والاقتصاد، وتسببت في تشريد الملايين من المواطنين داخل وخارج البلاد، مؤكدًا أن حجم الكارثة الحقيقي سيحتاج وقتًا طويلًا لتقديره بدقة.
وأضاف حمدوك في لقاء مع قناة cnn: "هذه الحرب اللعينة دمّرت كل شيء. ستنتهي، لأن لا حرب تدوم للأبد، ولكن يجب أن تنتهي بمعادلة سياسية تعبر عن مصالح الشعب السوداني ككل، وهذا لا يتم إلا من خلال توافق وطني وحوار سياسي جامع."
تكلفة إعادة الإعمار بمئات المليارات... والنموذج القديم لا يصلح
وردًا على تقارير تشير إلى أن تكلفة الحرب قد تصل إلى مئات المليارات من الدولارات، أكد حمدوك صحة هذه التقديرات، معتبرًا أن الأزمة تزداد تعقيدًا في ظل الاضطرابات الجيوسياسية الإقليمية والدولية.
وتابع: "النماذج القديمة مثل مؤتمرات المانحين لم تعد كافية ولا فعالة، نحن بحاجة إلى معادلة جديدة تمامًا لإعادة تأهيل السودان، حتى للعودة فقط إلى وضع ما قبل انقلاب 2021".
وأكد أن هذه المعادلة تبدأ من وضع سياسات اقتصادية مناسبة وجاذبة، وتهيئة مناخ مشجع للاستثمارات، خاصة من القطاع الخاص. وشدد على أهمية مخاطبة رؤوس الأموال الإقليمية، وخصوصًا من الإمارات والسعودية ودول الخليج.
ورغم الحاجة الملحّة للاستثمار، أقر عبدالله حمدوك بأن الظرف الحالي لا يسمح حتى بالحديث عن جذب الاستثمارات.
وقال: "البلد اليوم غير جاهز تمامًا لأي نقاشات اقتصادية أو استثمارية. الأولوية القصوى الآن هي وقف الحرب، ومن ثم إنهاؤها عبر عملية سياسية حقيقية".
وأوضح أن وقف الحرب يمكن أن يكون عملية فنية تشمل مراقبة إطلاق النار وتوصيل المساعدات، لكنه أكد أن إنهاء الحرب يتطلب مسارًا سياسيًا واضحًا يشارك فيه الجميع ويؤسس للانتقال القادم.
وعبّر عبدالله حمدوك عن رؤيته بوضوح: لا يمكن بناء السودان من جديد إلا عبر وقف الحرب، وإنهائها سياسيًا، ثم بناء اقتصاد يقوم على السياسات الصحيحة والشراكات الإقليمية المدروسة، مشيرًا إلى أن السودان يحتاج إلى موارد غير مسبوقة، ومناخ استثمار يعكس مصالح الشعب السوداني ويحقق مكاسب لجميع الأطراف.