أستاذة أمراض نساء: اختفاء الداية وراء ارتفاع الولادة القيصرية


السبت 06 سبتمبر 2025 | 09:13 مساءً
الولادة القيصرية
الولادة القيصرية
محمد فهمي

أكدت الدكتورة أميمة إدريس، أستاذ أمراض النساء والتوليد بالقصر العيني، أن نسبة الولادات القيصرية في مصر ارتفعت بشكل مقلق، مشيرة إلى أن هذه النسبة تصل إلى 65% في المستشفيات الحكومية، وترتفع إلى 70 – 80% في القطاع الخاص، وهو ما يمثل تغيرًا كبيرًا عن الماضي عندما كانت الولادة الطبيعية هي السائدة.

وقالت في مداخلة مع الإعلامي سيد علي ببرنامج "حضرة المواطن" على قناة "الحدث اليوم": "زمان كانت الولادة في الأرياف مسؤولية الداية، ومفيش حد كان بيولد قيصري إلا في حالات نادرة، لكن دلوقتي الولادة بقت في المستشفيات، ومع غياب الميدوايف (الداية الحديثة)، بقت النسبة الأكبر من الولادات قيصرية، سواء في المستشفيات الخاصة أو العامة".

تغيير الثقافة الطبية

وشددت د. أميمة على أهمية إعادة إحياء دور "الميدوايف" وتعميمه في منظومة الصحة، قائلة: "لو عايزين نقلل الولادات القيصرية، لازم نرجّع سيستم الميدوايف، لأن الدكتور ما يقدرش يقعد جنب المريضة 12 ساعة أو أكتر، لكن الميدوايف ممكن. في الدول المتقدمة، الولادة الطبيعية بتتم تحت إشراف الميدوايف، والدكتور بيتدخل فقط لو حصلت مشكلة".

وأضافت: "إحنا فعلاً في جامعة القاهرة عندنا تخصص ميدوايف، بس العدد قليل. لازم نزود العدد، ونعمل معاهد تخرج دفعات كبيرة تغطي كل مصر".

مفاهيم خاطئة وغياب الوعي

وأشارت إدريس إلى أن الإقبال على الولادة القيصرية ليس فقط بسبب الأطباء، بل أيضًا نتيجة مفاهيم خاطئة منتشرة بين السيدات، منها أن الولادة القيصرية تحافظ على شكل الجسم أو تكون أقل ألمًا، موضحة: "أنا بتكلم مع المريضات وأحاول أقنعهم إن الطبيعي أفضل. الريكفري أسرع، وأفضل ليها وللبيبي. لكن المشكلة إن في معلومات مغلوطة منتشرة على التيك توك والسوشيال ميديا، وعلشان كده بدأت أعمل بودكاست خاص بيا للتوعية".

أزمة التدريب والتعليم

وتطرقت د. أميمة إلى جانب آخر من الأزمة، وهو ضعف تدريب الأطباء الجدد على الولادة الطبيعية، بسبب ندرة الحالات التي تتم بها في المستشفيات، فقالت: "الشباب الصغيرين بقوا ما بيعرفوش يولدوا طبيعي لأن معظم الحالات بقت قيصري، وده خطر كبير. لو ضغطنا عليهم يولدوا طبيعي هتظهر مشاكل، لأنهم ما اتدربوش كويس".

"حتى في الريف.. كله بيولد قيصري"

في تصريح صادم، قالت د. أميمة إن الولادات القيصرية لم تعد تقتصر على المدن أو الفئات الراقية، بل امتدت إلى القرى والريف المصري، مشيرة إلى أن: "في الريف دلوقتي الكل بيولد قيصري، مش لأن الحالة تستدعي، لكن من الأول كده. ما فيش محاولة حتى للولادة الطبيعية."