شهدت أسعار الذهب خلال الأيام الأخيرة، قفزة لمستوى يقرب من 195 جنيهًا في الجرام الواحد، وسط توقعات بمزيد من الارتفاع الفترة المقبلة.
أسعار الذهب
ارتفاع الذهب الفترة المقبلة يأتي مدعوما بالعديد من العوامل من بينها تخفيض الفوائد محليًّا وعالميًّا واستقرار سعر الصرف المحلي.
ويعد الذهب من الملاذات الآمنة التى يقبل عليها المستثمرين والافراد لحفظ أموالهم فضلًا عن الاستخدامات الأخرى للزفاف والزينة.
وكان سعر جرام الذهب عيار 21 يسجل فى بداية الشهر 4590 جنيه الى أن وصل الى مستويات 4725 جنيهًا.
توقعات خبراء حول أسعار الذهب
في غضون ذلك، توقع أكثر الخبراء تفاؤلًا أن يصل سعر الذهب الفوري إلى 2300 أو 2400 دولار للأوقية خلال عام أو عامين. وبحلول الصيف، تجاوز الذهب حاجز 2400 دولار للأوقية واستمر في تحقيق أرقام قياسية منذ ذلك الحين.
وبعد ما يقرب من عام، وصل سعر الذهب إلى أكثر من 2950 دولارًا للأوقية (حتى 24 فبراير 2025).
قفزة عالمية للمعدن الأصفر تتجاوز 3500 دولار
وفي هذا السياق قال إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات: إن أسعار الذهب العالمية سجلت قفزة تاريخية خلال تداولات أمس الثلاثاء، متجاوزة للمرة الأولى حاجز 3509 دولارات للأونصة، لتخترق القمة المسجلة في شهر أبريل الماضي.
وأرجع واصف هذه القفزة إلى تصاعد توقعات خفض الفائدة الأمريكية، وتزايد القلق بشأن سياسات الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية التي تضغط على الأسواق العالمية.
وأضاف أن المعدن الأصفر عزز مكانته كأحد أبرز الملاذات الآمنة هذا العام، بعدما قفز بأكثر من 30% منذ بداية 2025، مدفوعًا بارتفاع الطلب العالمي وسط أجواء عدم اليقين المرتبطة بالحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فضلًا عن الضبابية التي تخيم على مستقبل الاقتصاد الأميركي.
في المقابل، أوضح رئيس شعبة الذهب والمعادن، أن السوق المصرية لم تعكس بالكامل هذا الصعود القياسي، إذ لم تتجاوز الزيادة محليًا 5% منذ بداية الشهر الماضي، وهو ما أرجعه إلى عاملين رئيسيين: أولًا استقرار سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار، بدعم من تحسن المؤشرات الاقتصادية وتراجع معدلات التضخم، وثانيًا تراجع حجم الطلب المحلي على المشغولات الذهبية نتيجة توقف المضاربة مع استقرار سوق الصرف.
وأكد واصف، أن استقرار الجنيه المصري كان بمثابة "صمام أمان" في مواجهة الطفرة العالمية، حيث كبح جماح الأسعار وحافظ على مستويات أكثر هدوءًا مقارنة بما شهدناه في شهر أبريل الماضي بعد أن سجل عيار 21 مستوى 5 آلاف جنيه نتيجة صعود الأونصة عند 3500 دولار.
ولفت إلى أن قرارات الفيدرالي الأمريكي المرتقبة في سبتمبر الجاري ستظل العامل الأبرز في رسم خريطة الذهب عالميًا، غير أن انعكاسها على السوق المصرية سيبقى مرتبطًا بالأساس بعوامل داخلية على رأسها قوة العملة المحلية وحجم الطلب الاستهلاكي.
توقعات أسعار الذهب خلال 2025
ارتفع الذهب بأكثر من 25% خلال عام 2024، مدفوعًا بإقبال المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن يحميهم من التوترات الجيوسياسية والتضخم، إلى جانب الاستفادة من الارتفاع السريع في الأسعار نتيجة زيادة الطلب. ومع استمرار هذه العوامل في 2025، إضافةً إلى القلق بشأن تأثير سياسات إدارة ترامب الحالية على الاقتصاد، يتجه بعض المستثمرين نحو الذهب كخيار آمن.
توضح الإشارات السوقية إلى أن الأداء القوي للذهب قد يستمر على المدى القصير، خاصةً مع استمرار مشتريات البنوك المركزية بوتيرة مرتفعة.
وتشير مجموعة " جولدمان ساكس" إلى أن الديون الفيدرالية الأمريكية قد تكون عاملًا آخر يدفع أسعار الذهب إلى أعلى. إذ أفادت وزارة الخزانة بأن الدين الأمريكي تجاوز 36 تريليون دولار، مع توقعات مكتب الميزانية في الكونجرس بأن تتجاوز مدفوعات الفوائد السنوية تريليون دولار خلال العقد المقبل.