تواجه شركة "بي واي دي" (BYD)، أكبر صانع سيارات كهربائية في الصين، مرحلة من التباطؤ المقلق، بعد إعلان أرباح مخيبة وتسجيل نمو شبه معدوم في المبيعات خلال أغسطس، في ظل تصاعد المنافسة من شركات أصغر وأكثر مرونة.
نمو هامشي مقابل قفزات للمنافسين
ارتفعت مبيعات BYD في أغسطس بنسبة 0.1% فقط مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، ما يُبرز التحديات التي تعاني منها الشركة في الحفاظ على زخمها التنافسي.
وفي المقابل، حققت "جيلي" نمواً بنسبة 38%، بينما سجلت شركات مثل "نيو" (Nio) و**"ليبموتور" (Leapmotor)** و**"إكس بنغ" (Xpeng)** تسليمات قياسية.
حرب أسعار تربك السوق وتستفز السلطات
اعتمدت BYD سابقاً على الخصومات الكبيرة لتعزيز مبيعاتها، لكن هذه السياسة بدأت تؤثر سلباً على استقرار السوق، ما دفع السلطات الصينية للتعبير عن قلقها بشأن حرب الأسعار.
ومع دخول موسم الذروة (سبتمبر وأكتوبر)، تتجه BYD إلى تقليص الاعتماد على الخصومات في محاولة لاستعادة السيطرة دون الإضرار بهوامش الربح.
أداء ضعيف في السوق المحلية رغم التوسع الخارجي
ورغم أن التوسع الخارجي للشركة يحقق بعض النجاحات، فإن أداءها في السوق المحلية يعاني. فقد تراجعت المبيعات المحلية – باستثناء الشحنات التجارية والخارجية – بنسبة تقدر بـ 15% في أغسطس، وفقًا لتقديرات "بلومبرغ".
هيمنة السوق.. مهددة؟
لا تزال BYD تحافظ على المرتبة الأولى في سوق السيارات الكهربائية بالصين، بحصة سوقية بلغت 14.4% في يوليو، لكنها شهدت انخفاضًا طفيفًا بمقدار 0.2 نقطة مئوية، بينما تواصل الشركات المنافسة التوسع:
نماذج من أداء المنافسين:
ليبموتور: مبيعات أغسطس 57,066 وحدة، بإجمالي سنوي حتى الآن 329 ألف سيارة
إكس بنغ: تسليمات شهرية قياسية 37,709 سيارة
شاومي: مبيعات أغسطس تجاوزت 30 ألف وحدة، بإجمالي سنوي يقارب 210 آلاف سيارة
هل تحقق BYD هدف الـ5.5 مليون سيارة؟
رغم تراجع أرباحها بنسبة 30% في الربع الثاني، وخسارتها نحو 6 مليارات دولار من القيمة السوقية يوم الاثنين، لا تزال BYD متمسكة بهدفها الطموح ببيع 5.5 مليون سيارة خلال 2025.
ولكن لتحقيق ذلك، عليها تسليم أكثر من 2.6 مليون سيارة خلال الأشهر الأربعة المتبقية – أي ما يقرب من عدد ما سلمته خلال أول 8 أشهر، وهو تحدٍ صعب في ظل تباطؤ النمو.
توقعات السوق
تشير التقديرات إلى أن الشركة قد تُنهي العام عند حدود 4.9 إلى 5.1 مليون وحدة، وفقاً لمحللي "بلومبرغ" و"برنشتاين"، ما يعني أنها ستتراجع عن هدفها رغم هيمنتها النسبية.