في إطار جهود الدولة المصرية المستمرة لدعم الأشقاء السودانيين وتيسير سبل عودتهم الطوعية إلى وطنهم، أعلنت الهيئة القومية لسكك حديد مصر عن تشغيل القطار العاشر ضمن مبادرة "العودة الطوعية"، التي أطلقتها مصر استجابة للظروف الإنسانية التي يمر بها المواطنون السودانيون المقيمون في البلاد.
وانطلق القطار رقم 1940 صباح اليوم الأحد 31 أغسطس 2025، من محطة سكك حديد مصر بالقاهرة، متجهًا إلى محطة السد العالي بأسوان، وعلى متنه المئات من الأسر السودانية، في رحلة تم تنظيمها بدقة لتوفير أقصى درجات الراحة والدعم للمسافرين.
ويأتي هذا التحرك تنفيذًا لتوجيهات الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، الذي شدد على ضرورة تسخير كل الإمكانات وتوفير كافة التسهيلات اللازمة لإنجاح هذه المبادرة الإنسانية.
تنظيم متميز وبيئة آمنة للمسافرين
وأكدت الهيئة أن كافة الترتيبات قد جرت بالتنسيق مع الجهات المعنية، حيث تم تجهيز القطار بعربات مكيفة ومخصصة لنقل الأمتعة، كما تم توفير فرق دعم لاستقبال المسافرين داخل المحطات، خاصة كبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة، بما يعكس عمق الروابط الأخوية والتاريخية التي تجمع الشعبين المصري والسوداني.
وشهدت المحطة الرئيسية بالقاهرة أجواء إنسانية مؤثرة، حيث أعرب عدد من الركاب السودانيين عن امتنانهم العميق للتنظيم المحكم والتعامل الكريم الذي حظوا به من لحظة وصولهم وحتى انطلاقهم، مؤكدين أن هذه المبادرة ستظل محفورة في ذاكرتهم كدليل على التضامن الحقيقي بين الأشقاء.
أكثر من 9500 راكب خلال 10 رحلات
وبتشغيل هذا القطار، تكون الهيئة القومية لسكك حديد مصر قد نقلت نحو 9548 مواطنًا سودانيًا منذ انطلاق المبادرة، عبر تسع رحلات سابقة، بمتوسط يقارب 940 راكبًا في كل رحلة. ومن المقرر أن يصل القطار الحالي إلى محطة السد العالي بأسوان في تمام الساعة 11:10 مساءً، حيث تتولى الجهات المختصة استكمال إجراءات نقل الركاب إلى داخل الأراضي السودانية.
ومن المنتظر أن يعود القطار ذاته في اليوم التالي، الإثنين 1 سبتمبر، في رحلة مخصصة لجمهور الركاب من أسوان إلى القاهرة برقم 1945 (درجة ثالثة مكيفة)، حيث ينطلق في الساعة 20:30 مساءً ليصل إلى القاهرة صباح الثلاثاء في الساعة 9:25.
استعداد لتسيير رحلات إضافية
في ظل الإقبال المتزايد على المشاركة في المبادرة، كشفت الهيئة أنها بصدد تسيير رحلات إضافية خلال الفترة المقبلة بالتنسيق مع الجانب السوداني، وذلك لتلبية الطلب المتنامي على العودة الطوعية، ضمن منظومة تعكس التزام مصر العميق بدعم استقرار وأمن الأشقاء في السودان.
وشددت الهيئة القومية لسكك حديد مصر على أن هذه المبادرة تمثل نموذجًا للتضامن الإنساني والتعاون الإقليمي، ليس فقط على المستوى الرسمي، بل أيضًا الشعبي، مؤكدة استمرارها في توفير كل ما يلزم لضمان رحلات آمنة ومنظمة تحافظ على كرامة الأشقاء السودانيين، وتسهّل انتقالهم بسلاسة إلى وطنهم.