دول الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض عقوبات أممية على إيران


الاربعاء 27 اغسطس 2025 | 04:22 مساءً
محمد عاطف

نقلت وكالة "رويترز" عن أربعة دبلوماسيين غربيين، اليوم الأربعاء، أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا (الترويكا الأوروبية) تدرس بدء عملية إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران غداً الخميس، في ظل تصاعد القلق من انتهاكات طهران للاتفاق النووي لعام 2015.

لكن المصادر أكدت أن هناك نية لإعطاء إيران فرصة أخيرة تمتد 30 يوماً، في حال أظهرت التزاماً واضحاً بإجراءات تتعلق ببرنامجها النووي، وهو ما قد يؤجل تنفيذ العقوبات فعلياً.

آلية "الزناد" على الطاولة

المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أكد خلال مؤتمر صحفي اليوم أن آلية الزناد – التي تسمح بإعادة تفعيل العقوبات الدولية تلقائياً – لا تزال خياراً مطروحاً.

وقال: "رغم انتهاء المحادثات الأخيرة مع طهران دون نتائج حاسمة، لا تزال الدول الأوروبية الثلاث منفتحة على الحلول الدبلوماسية، لكنها لن تتردد في اللجوء إلى العقوبات حال استمر الجمود".

ضغط زمني قبل فقدان القدرة القانونية

تسعى الترويكا الأوروبية لتفعيل العقوبات قبل انتهاء صلاحية آلية الزناد في 18 أكتوبر المقبل، وهو التاريخ الذي تنتهي فيه المدة المحددة لقرار مجلس الأمن الداعم للاتفاق النووي.

وفي حال عدم تمديد القرار، تفقد الدول الأوروبية القدرة القانونية على إعادة العقوبات عبر مجلس الأمن.

فرصة تأجيل مشروطة بالتعاون الإيراني

الدول الثلاث عرضت على إيران تأجيلاً قصيراً لتنفيذ العقوبات، بشرط أن تستأنف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتسمح بعمليات تفتيش كاملة تهدف لمراقبة مستويات تخصيب اليورانيوم.

كما تضغط القوى الأوروبية على طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة.

مخاوف أوروبية من مناورة روسية – صينية

في تطور لافت، قدّمت روسيا والصين مشروع قرار لمجلس الأمن يوم الأحد الماضي يقترح تمديد الاتفاق النووي حتى أبريل 2026. لكن نسخة معدلة وزّعت الثلاثاء أثارت قلق العواصم الأوروبية، إذ تدعو إلى تعليق أي إجراء من المجلس بشأن تنفيذ الاتفاق، مما قد يمنع فعلياً أي تحرك ضد إيران.

دبلوماسي روسي رفيع المستوى أوضح لـ"رويترز" أن الهدف من الصياغة هو منع الدول الأوروبية من استخدام آلية الزناد، فيما لم يُحدَّد بعد موعد التصويت على مشروع القرار.

طهران تحذر من "رد قاس"

في المقابل، حذّرت إيران من رد قاسٍ إذا أُعيد فرض العقوبات، وسط توتر متصاعد أعقب قصفاً لمنشآت نووية إيرانية في يونيو الماضي، يُعتقد أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان خلفه.