إلغاء الإعفاء الجمركي للطرود الصغيرة يثير أزمة في الشحنات الموجهة لأمريكا

قال الاتحاد البريدي العالمي، التابع للأمم المتحدة ومقره سويسرا، اليوم الثلاثاء، إن 25 دولة من أعضائه قررت تعليق شحنات البضائع المرسلة إلى الولايات المتحدة، في أعقاب قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء قاعدة الإعفاء الجمركي للطرود الصغيرة.

وقف شحن البضائع إلى أمريكا

أوضح الاتحاد، الذي يضم 192 دولة، ويعنى بتنسيق التعاون بين الهيئات البريدية، أنه بعث رسالة رسمية إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بتاريخ 25 أغسطس الجاري، أعرب فيها عن مخاوفه من التداعيات السلبية للقرار.

ولم يعلن الاتحاد أسماء الدول، غير أن أستراليا والنرويج وسويسرا كانت من بين الدول التي أعلنت علنًا تعليق شحناتها.

وكانت إدارة ترامب قد أعلنت الشهر الماضي، تعليق بالإعفاء الجمركي "الحد الأدنى"، الذي يسمح بدخول الطرود التي تقل قيمتها عن 800 دولار إلى الولايات المتحدة دون رسوم جمركية أو أوراق مطولة، وذلك اعتبارًا من 29 أغسطس.

آليات تطبيق التعريفات الجديدة

أوقفت معظم الخدمات البريدية الأوروبية شحن الطرود التجارية إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى غياب الوضوح بشأن آليات تطبيق التعريفات الجديدة.

وانضمت هيئة البريد الفرنسية، أمس الإثنين، إلى مشغلين كبار مثل البريد الألماني، وكوريوس الإسباني، والبريد الإيطالي، والخدمات البريدية في بلجيكا والسويد والدنمارك، التي أوقفت جميعها غالبية الشحنات المتجهة إلى أمريكا.

كما أعلنت هيئة البريد النمساوية والبريد الملكي البريطاني توقفهما عن قبول الطرود بدءًا من الثلاثاء لإتاحة وقت كافٍ لإيصال الشحنات المرسلة مسبقًا قبل دخول التعريفات حيّز التنفيذ.

إرسال 1.36 مليار طرد خلال 2025 

بحسب الجمارك الأمريكية، فقد تم في العام الماضي إرسال نحو 1.36 مليار طرد ضمن هذا الإعفاء، بقيمة إجمالية بلغت 64.6 مليار دولار، لكن الطرود التي كانت تستفيد من الإعفاء ستخضع اعتبارًا من نهاية أغسطس لتعريفة بنسبة 15%، وهو المعدل نفسه المطبق على معظم واردات الاتحاد الأوروبي.

ويرى محللون أن القرار قد يوجّه ضربة قاسية للشركات الصغيرة والمتوسطة في أوروبا، التي تعتمد بشكل رئيسي على تصدير سلع منخفضة القيمة إلى السوق الأميركية.

وفي حين أعلنت بعض هيئات البريد الأوروبية استمرارها في شحن الرسائل والهدايا الشخصية التي تقل قيمتها عن 100 يورو، فقد حذرت من إخضاعها لمراجعات إضافية لتجنب استخدامها في أغراض تجارية.

وقالت شركة DHL، إحدى أكبر شركات الخدمات اللوجستية في أوروبا، إنها أوقفت بالفعل قبول الطرود التجارية المتجهة إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن هناك أسئلة رئيسية لم تتم الإجابة عنها بعد، بينها الجهة المسؤولة عن سداد الرسوم، وآلية تمرير البيانات الجمركية.

وأضافت هيئة البريد الفرنسية أن السلطات الأميركية لم تبلغ القواعد الجديدة إلا في 15 أغسطس، وهو ما ترك مهلة قصيرة جدًا أمام المشغلين للاستعداد، بينما وصفت هيئة البريد الإيطالية القرار بـ"المؤسف والضروري"، في حين رأت شركة PostNord الإسكندنافية أن التعليق مؤقت لكنه حتمي.

وأكدت هيئة البريد الهولندية "بوست إن إل"، أن إدارة ترامب ماضية في تطبيق التعريفات رغم غياب نظام جاهز لتحصيلها، فيما أعرب البريد الملكي البريطاني عن أمله في أن يظل التوقف لبضعة أيام فقط.

وحذرت رابطة PostEurop، التي تضم 51 مشغلًا عامًا أوروبيًا، من أنه في حال لم يتم التوصل إلى حلول عملية قبل 29 أغسطس، فإن جميع أعضائها قد يضطرون إلى تعليق غالبية شحنات الطرود المتجهة إلى الولايات المتحدة.