بلاك روك توقف جمع التمويل لصندوق ائتمانها الخاص في آسيا وسط ضغوط متزايدة

علّقت شركة "بلاك روك"، أكبر مدير أصول في العالم، خططها لجمع التمويل لأحدث صناديقها الخاصة بالائتمان في آسيا، وذلك في ظل اندماجها مع شركة "إتش بي إس إنفستمنت بارتنرز" (HPS Investment Partners) وما رافقه من تعقيدات أضافت مزيداً من الغموض حول مستقبل استراتيجيتها في هذه الفئة من الأصول بالمنطقة.

ووفق مصادر مطلعة، فقد توقف جمع الأموال للصندوق الثالث المخصص للائتمان الخاص في آسيا والمحيط الهادئ مطلع عام 2025، أي بعد إعلان "بلاك روك" في ديسمبر الماضي عن خططها للاستحواذ على "إتش بي إس"، وهي الصفقة التي أُنجزت في الأول من يوليو الجاري.

ضغوط داخلية وتحديات استثمارية

يمثل هذا التعليق اختباراً جديداً للشركة الأمريكية العملاقة، خصوصاً بعد سلسلة من الضغوط التي واجهتها في الفترة الأخيرة. فقد كشفت تقارير سابقة أن "آرتش كابيتال غروب" (Arch Capital Group)، أحد أبرز المستثمرين في صناديق "بلاك روك"، بدأ محادثات للتخارج من بعض استثماراته بما لا يقل عن 350 مليون دولار، نتيجة تراجع الأداء في عدة صناديق، إلى جانب موجة استقالات بين كبار التنفيذيين.

كما عانى صندوق "بلاك روك آسيا باسيفيك برايفت كريديت أوب فاند 2" (BlackRock Asia-Pacific Private Credit Opp. Fund II) من ضعف الإقبال، إذ لم ينجح سوى في جمع أقل من نصف هدفه المعلن البالغ مليار دولار.

نهاية شراكة مع "مبادلة"

وفي تطور آخر، ألغت "بلاك روك" شراكتها مع صندوق مبادلة للاستثمار التابع لحكومة أبوظبي، بعدما اتفق الطرفان على إنهاء التعاون في مجال الائتمان الخاص، بسبب صعوبة إيجاد صفقات مجدية في السوق.

كان من المخطط أن يستهدف الصندوق الثالث للائتمان الخاص في آسيا والمحيط الهادئ نحو مليار دولار، وقد بدأ جمع التمويل في الربع الأخير من عام 2023، لكن الخطط اصطدمت بتغيرات هيكلية داخلية بعد استحواذ "بلاك روك" على "إتش بي إس". ومن المنتظر أن تُعقد اجتماعات داخلية بين الجانبين لبحث الخيارات المقبلة، غير أن توقيت هذه المناقشات لم يُحسم بعد.

استراتيجية أوسع للأسواق الخاصة

يأتي هذا التحرك في إطار التوجه الذي يقوده الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"بلاك روك"، لاري فينك، لتعزيز حضور الشركة في قطاع الأسواق الخاصة، حيث وضعت هدفاً استراتيجياً يتمثل في جمع نحو 400 مليار دولار في هذا المجال بحلول عام 2030.

وبينما امتنعت الشركة عن تقديم تعليق رسمي حول قرار تعليق التمويل، يرى محللون أن الخطوة تعكس التحديات التي تواجهها أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، في وقت تتسم فيه بيئة التمويل والاستثمار بتقلبات غير مسبوقة.