مادورو يعلن نشر 4.5 مليون من أفراد الميليشيات ردًا على ضغوط واشنطن


الثلاثاء 19 اغسطس 2025 | 06:34 مساءً
نيكولاس مادورو
نيكولاس مادورو
محمد شوشة

أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، عزمه نشر نحو 4.5 مليون عنصر من قوات الميليشيات في مختلف أنحاء البلاد، وذلك ردًا على التهديدات الغريبة الصادرة عن الولايات المتحدة، بعدما رفعت واشنطن مكافأة اعتقاله إلى 50 مليون دولار وأطلقت عمليات لمكافحة المخدرات في منطقة البحر الكاريبي.

وقال مادورو في كلمة متلفزة بثّها التلفزيون الرسمي: "سأقوم هذا الأسبوع بتفعيل خطة خاصة تضم أكثر من 4.5 مليون من رجال الميليشيات لضمان تغطية كامل الأراضي الوطنية.. ميليشيات مستعدة، ومنشطة، ومسلحة".

وتشير البيانات الرسمية إلى أن الميليشيا الفنزويلية، التي أسسها الرئيس الراحل هوجو تشافيز، تضم نحو خمسة ملايين فرد، لكن مراقبين يعتقدون أن العدد الفعلي أقل بكثير، ويبلغ عدد سكان فنزويلا حوالي 30 مليون نسمة.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلنت، في وقت سابق من الشهر الجاري، مضاعفة المكافأة المرصودة للقبض على مادورو إلى 50 مليون دولار، في إطار اتهامات موجهة له بالضلوع في تهريب المخدرات وقيادة شبكة تُعرف باسم "كارتل دي لوس سولز"، كما فرضت واشنطن الشهر الماضي عقوبات جديدة على الجماعة وعلى حكومة مادورو.

وفي سياق متصل، أكد مصدر مطلع لشبكة "سي بي إس نيوز" أن ترامب وجّه الجيش الأمريكي لتعزيز عملياته ضد عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية، فيما أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة نشرت عدة سفن حربية في جنوب البحر الكاريبي.

وذكرت وكالة "رويترز" نقلاً عن مصادر أن ثلاث مدمرات أمريكية ستتجه قريباً إلى السواحل الفنزويلية ضمن هذه الحملة.

من جانبه، قال وزير الداخلية الفنزويلي ديوسدادو كابيلو، إن القوات المسلحة والميليشيات منتشرة بالفعل في أرجاء الكاريبي وفي المياه والأراضي الفنزويلية، مؤكداً استعداد بلاده للرد على أي تهديد خارجي.

ورغم عدم إشارته مباشرة إلى التحركات الأمريكية الأخيرة، فقد شكر مادورو القوى والدول التي أعلنت تضامنها مع فنزويلا في مواجهة تكرار التهديدات الفاسدة، كما دعا أنصاره إلى تعزيز تشكيل ميليشيات الفلاحين والعمال في مختلف القطاعات.

وقال الرئيس الفنزويلي مخاطباً قاعدته السياسية: "بنادق وصواريخ لقوات الفلاحين.. من أجل الدفاع عن أراضي فنزويلا وسيادتها وسلامها".

ويأتي هذا التصعيد في وقت تتصاعد فيه المواجهة بين كاراكاس وواشنطن، خاصة بعد أن قامت الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي بمصادرة طائرة تابعة لمادورو ونقلها إلى الأراضي الأمريكية، بدعوى أنها صُدّرت من ولاية فلوريدا في انتهاك للعقوبات المفروضة على فنزويلا.