أكد الدكتور محمود مسلم، عضو مجلس الشيوخ، أن إعلان حركة حماس موافقتها على مقترح الهدنة المطروح من الوسطاء يمثل نقطة تحول مهمة من شأنها وقف الخطة الإسرائيلية لاحتلال مدينة غزة، وفتح المجال أمام إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية وتهيئة الظروف للتوصل إلى حل شامل خلال الفترة المقبلة.
موافقة حماس على مقترح الهدنة
قال مسلم خلال مداخلة هاتفية مع قناة "الحدث"، إن موافقة حماس جاءت بعد فترة من الرفض، موضحًا أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى وقف آلة الحرب التي كان من المتوقع أن تبدأ مساء اليوم أو الليلة، على أن تدخل الهدنة حيّز التنفيذ لمدة ستين يومًا على مرحلتين، وهو ما قد يسهم في تهدئة الأوضاع بالمنطقة.
وأضاف أن الاتفاق قد يؤدي إلى هدنة شاملة خلال الفترة المحددة، مشيرًا إلى أن هناك توقعات بأن تشهد الأمم المتحدة خلال الشهر المقبل خطوة نحو الاعتراف بدولة فلسطين إذا استمرت الأمور في مسار هادئ.
وشدد عضو مجلس الشيوخ على أن المقترح الذي وافقت عليه حماس هو في الأساس مقترح أمريكي، وأن جميع الفصائل الفلسطينية قد أبدت موافقتها عليه مسبقًا، باستثناء حماس التي لحقت بالركب مؤخرًا، بحسب ما ورد في تقارير إعلامية.
وأكد أن هذه الموافقة من المفترض أن توقف العملية العسكرية الإسرائيلية، خاصة مع وجود ضمانات أمريكية ومتابعة من الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة، حيث جرت اجتماعات مكثفة في القاهرة بحضور الفصائل الفلسطينية، إضافة إلى لقاء جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء قطر بحضور رئيس المخابرات المصرية لمناقشة المستجدات.
التحدي الأكبر للهدنة
أشار مسلم إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في مواقف الوزراء المتشددين داخل حكومة بنيامين نتنياهو، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي أعلن رفضه لأي صفقة جزئية دون هزيمة حماس، ملوحًا بانسحاب كتلته من الحكومة إذا توقفت الحرب، موضحًا أن هذه التهديدات تكررت في محطات سابقة ولم تتحقق، خاصة في ظل ضغوط داخلية كبيرة من جانب عائلات الأسرى والمتظاهرين في تل أبيب للمطالبة بوقف الحرب والإفراج عن المحتجزين.
ورأى أن موافقة حماس في هذا التوقيت على المقترح المصري، جاء نتيجة تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية داخل قطاع غزة، وفقدان الحركة جزءًا كبيرًا من شعبيتها بين أبناء القطاع بسبب ويلات الحرب، إلى جانب حالة الإرهاق التي أصابت المنطقة بأسرها، مشيرًا إلى أن الموقف الدولي لم يكن في صالح حماس، حيث تعرضت لانتقادات واسعة وإدانات متكررة، وهو ما جعلها أكثر مرونة في التعامل مع مقترحات الوسطاء.
وأوضح مسلم أن مصر لعبت دورًا محوريًا في الوصول إلى هذه المرحلة عبر تحركات دبلوماسية واتصالات مكثفة مع الأطراف كافة، مشددًا على أن القاهرة ارتفعت فوق التصريحات السلبية التي صدرت أحيانًا من جانب حماس، وواصلت جهودها لإيجاد حل يخفف من معاناة الشعب الفلسطيني، بدليل استمرار فتح المعبر أمام المساعدات ووجود رئيس الوزراء الفلسطيني ووزير الخارجية المصري معًا على الحدود ردًا على الاتهامات الإسرائيلية بأن مصر تمنع عبور المساعدات.
مقترح الوسيط الأمريكي ويتكوف المحدث
يتضمن مقترح الوسيط الأمريكي ويتكوف المحدث إطلاق سراح عشرة من الأسرى الإسرائيليين الأحياء و18 من القتلى مقابل وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، يتم خلالها التفاوض على اتفاق دائم برعاية وضمانات أمريكية، إلى جانب إدخال مساعدات إنسانية عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
وأشار مسلم إلى أن هذه الصفقة ما زالت جزئية وليست شاملة، لكن الأمل كبير أن تمهّد خلال فترة الستين يومًا لمفاوضات أوسع قد تؤدي إلى إنهاء الحرب بشكل شامل، خاصة مع تزايد الضغوط الأوروبية والدولية على إسرائيل بسبب الانتهاكات التي ارتكبتها ضد المدنيين في غزة.
ونوه بأن موافقة حماس وضعت مسؤولية كبرى على الجانب الأمريكي، الذي بات مطالبًا بالضغط على إسرائيل لوقف خططها العسكرية، موضحًا أن هذه الخطوة أحرجت إسرائيل والولايات المتحدة معًا، باعتبار أن المقترح في الأساس أمريكي.
وأشار إلى أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن استمرار الحرب وتدمير حماس تأتي في سياق المزايدات السياسية، مؤكدًا أن الأجواء الدولية والإقليمية أصبحت أكثر تقبلاً لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب خلال الفترة المقبلة.