وارن بافيت يتخلى عن "أبل" و"بنك أوف أمريكا" لصالح رهانات جديدة في قطاع البناء

كشفت أحدث إفصاحات شركة بيركشاير هاثاواي، التابعة للملياردير الأمريكي وارن بافيت، عن تحولات استراتيجية لافتة في استثمارات الشركة خلال الربع الثاني من عام 2025، تمثلت في خفض كبير لحصصها في شركتي "أبل" و"بنك أوف أمريكا"، مقابل زيادة الاستثمارات في شركات البناء والتطوير العقاري.

تراجع في حصة "أبل" بعد سنوات من الولاء

خفض بافيت حصة بيركشاير هاثاواي في شركة أبل بنسبة 6.67%، ليصل عدد الأسهم المحتفظ بها إلى 280 مليون سهم، تبلغ قيمتها نحو 57.4 مليار دولار، بحسب سعر السهم البالغ 205.17 دولار.

ويأتي هذا التخارج ضمن سلسلة بيع بدأت منذ الربع الأخير من 2023، ويُرجح أن تعود الأسباب إلى:

انخفاض الحصة السوقية لهواتف آيفون.

التقييم المرتفع لأسهم أبل.

التوجه نحو الحذر في ظل التوترات الجيوسياسية.

تخفيض جديد في "بنك أوف أمريكا"

كما خفّض بافيت حصة بيركشاير في بنك أوف أميركا بنسبة 4.17%، لتصبح 506.27 مليون سهم بقيمة سوقية تقارب 28.64 مليار دولار.

وخلال الفترة بين يوليو 2024 وأكتوبر من نفس العام، باعت بيركشاير حوالي 239 مليون سهم، أي ما يعادل 23% من الحصة السابقة، مقابل ما يقارب 10 مليارات دولار.

الرهان على قطاع البناء والخدمات المرتبطة

في المقابل، عزز بافيت استثماراته في شركات مرتبطة بالبنية التحتية والخدمات العقارية، في إشارة إلى تغير في توجهاته نحو القطاعات الأكثر استقراراً وربحية في ظل تقلبات الأسواق.

زيادة حصة بيركشاير في "لينار"

رفع بافيت حصة شركته في شركة لينار، إحدى أكبر شركات بناء المنازل في أميركا، بنسبة 265%، لتصل إلى 7.05 مليون سهم، تبلغ قيمتها السوقية نحو 779.7 مليون دولار.

وكانت بيركشاير قد اشترت هذه الأسهم عند سعر 110 دولارات، في حين وصل السهم حالياً إلى 130 دولاراً، ما يعني أن بافيت بدأ جني أرباح فورية من هذه الصفقة.

استثمار مربح في "بول كورب"

كذلك، رفع بافيت حصته في شركة بول كورب المتخصصة في بناء حمامات السباحة وتوريد المعدات المرتبطة بها، بنسبة 136%، لتصل إلى 3.46 مليون سهم.

وبحسب الإفصاحات، تم شراء السهم عند سعر 291 دولاراً، بينما يتداول حالياً عند 327 دولاراً، ما يعكس أرباحاً سريعة حققها المستثمر المخضرم.

قراءة في تحركات بافيت

تعكس تحركات وارن بافيت خلال الربع الثاني من 2025 تحولاً استراتيجياً نحو القطاعات الدفاعية التي توفر عوائد مستقرة وسط الغموض الاقتصادي، مع تقليل الاعتماد على شركات التكنولوجيا التي كانت تشكل العمود الفقري لمحفظته لسنوات.