باحثة: الاقتصاد مدخل أساسي لتسوية الملفات بين واشنطن وموسكو


الجمعة 15 اغسطس 2025 | 07:00 مساءً
ترامب وبوتين
ترامب وبوتين
محمد فهمي

قالت الباحثة في العلاقات الدولية لانا بدفان إن هناك عددًا كبيرًا من الملفات التي يمكن أن تشكّل أساسًا للمقايضة بين روسيا والولايات المتحدة، بما يفتح الباب أمام إعادة تدوير العلاقات الدولية بين الطرفين وإحياء المسار الدبلوماسي.

وأوضحت بدفان في لقاء مع قناة سكاي نيوز، أن أبرز هذه الملفات يتمثل في المعادن النادرة التي تمتلكها روسيا، مقابل الشرائح المعدنية الدقيقة التي تنتجها الولايات المتحدة وتشكل أهمية كبرى لموسكو. وأضافت أن ملف الطاقة أيضًا مطروح للنقاش، حيث تمتلك روسيا النفط والغاز ومصادر الطاقة التقليدية، بينما تملك الولايات المتحدة الريادة في مجالات الطاقة المتجددة والذكية.

وأكدت الباحثة أن روسيا تبدو مهتمة بالشق الاقتصادي والاستثماري من اللقاء المرتقب مع واشنطن أكثر من الجانب السياسي، لافتةً إلى أن الاقتصاد هو "الباب الأساسي" لمعالجة القضايا السياسية المعقدة. وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألمح صراحة إلى اهتمامه بالمعادن النادرة الروسية، وربما يجري التوصل إلى تفاهمات حول استغلالها المشترك أو منح روسيا وصولًا إلى بعض المعادن النادرة في أوكرانيا كجزء من تسوية.

وتابعت بدفان أن الأولوية بالنسبة لموسكو تتركز حاليًا على القطاعين المصرفي والطاقي، خصوصًا مع معاناتها من العقوبات الغربية المرتبطة بنظام "سويفت"، مشيرة إلى أن التعامل بالعملات الوطنية مع شركاء مثل الصين والهند أثّر سلبًا على احتياطيات العملات الصعبة في البنك الفيدرالي الروسي.

وحذرت الباحثة من أن أي تنازلات اقتصادية قد تُمنح لروسيا ستنعكس على علاقة الولايات المتحدة بحلفائها الأوروبيين، ولا سيما في ملفات الطاقة والتجارة، لكن بدفان شددت على أن واشنطن تتحرك وفق مصالحها القومية، وأن ترامب يسعى إلى "تخفيف حدة الحرب والانفتاح على روسيا مع إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع الأوروبيين".

وفي ما يخص الملفات الاستراتيجية، توقعت بدفان أن تشهد القمة بحثًا معمقًا في المعاهدات النووية مثل "ستارت" و"نيو ستارت"، معتبرة أن ترامب قد يسعى لتقديم نفسه كصاحب إنجاز في وقف "الحرب النووية المحتملة" بين موسكو والغرب.