اجتاح حريق غابات هائل شمال البرتغال، بالقرب من بلدة بونتي دا باركا ومتنزه بينيدا-جيريس الوطني، لتلتهم ألسنة اللهب قرية بأكملها وتمتد نحو قرى مجاورة، في مشهد وصفته السلطات المحلية بـ"جحيم على الأرض".
الحريق الذي بدأ في مناطق غابات محيطة سرعان ما تمدد بفعل الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة، مما جعل السيطرة عليه مهمة شديدة التعقيد بالنسبة لفرق الإطفاء.
مشاهد مصوّرة نشرها مواطنون على منصة "تويتر" وثّقت أعمدة دخان كثيفة تغطي السماء فوق التلال والمناطق الريفية، بينما كانت النيران تلتهم المنازل والمزارع.
وظهرت في اللقطات فرق الإطفاء وهي تكافح النيران من الأرض والجو في ظل ظروف مناخية قاسية، إلى جانب مشاهد لمواطنين يراقبون عن بعد ممتلكاتهم وهي تتفحم، وقطعان ماشية نافقة متناثرة في الحقول.
كما أظهرت المقاطع عمليات إجلاء لسكان القرية والمناطق المحيطة، فيما انتشرت آليات الطوارئ على الطرق الريفية الضيقة.
السلطات المحلية أعلنت حالة الطوارئ، وحشدت آلاف عناصر الإطفاء والآليات مع دعم من محافظات مجاورة، كما طلبت الحكومة البرتغالية مساعدة عاجلة من آلية الحماية المدنية الأوروبية، حيث استجابت دول أوروبية بإرسال طائرات مائية وفرق دعم لوجستي.
وأكدت مصادر ميدانية أن الخسائر شملت نفوق أعداد كبيرة من المواشي، وأضرار جسيمة لحقت بالمنازل والبنية التحتية الزراعية.
ويرى خبراء أن موجات الحر المتكررة، وظروف الجفاف الطويل، إلى جانب الرياح النشطة، ساهمت في تفاقم الكارثة وتسريع انتشار الحريق إلى مناطق جديدة.
التحذيرات الرسمية ما زالت قائمة، إذ يخشى المسؤولون من أن استمرار الظروف المناخية الحالية قد يدفع ألسنة اللهب إلى تهديد قرى إضافية وتوسيع رقعة الدمار، في واحدة من أشد حرائق الغابات التي تشهدها البرتغال في السنوات الأخيرة.