قال كونور لون، محلل العملات المشفرة، إن سوق العملات الرقمية يشهد تحولًا جذريًا في الوقت الراهن، مؤكدًا أن الفترة الحالية تمثل لحظة فارقة وغير مسبوقة بفضل الوضوح المتزايد في البيئة التنظيمية، لا سيما داخل الولايات المتحدة.
وأوضح "لون" في مداخلة مع الشرق بلومبرج أن التقدم في التشريعات، مثل قانون "الكلاريتي" وقانون "جينيس آكت"، بالإضافة إلى تنظيم العملات المستقرة (الـStables)، يُمهّد لمرحلة جديدة من دخول رؤوس الأموال المؤسسية، بما في ذلك صناديق التقاعد وصناديق الاستثمار الكبرى.
وأضاف: "العملات المستقرة أصبحت اليوم المسرّع الحقيقي للدولار في عالم الكريبتو، ما يعني أن المستثمرين الكبار يمكنهم الدخول دون الحاجة لتحمل تقلبات البيتكوين أو العملات الأخرى". مشيرًا إلى أن الشركات وصناديق التقاعد باتت تنظر إلى هذه العملات كأداة استثمار مستقرة وقادرة على تعظيم العوائد بأقل قدر من المخاطر.
وفيما يتعلق بتباين الأداء بين العملات الرقمية، أشار "لون" إلى أن إيثيريوم سجلت صعودًا لافتًا بنسبة تقارب 200% خلال 6 أشهر، مستفيدة من زخم العقود الذكية والمشروعات المرتبطة بالتطبيقات اللامركزية، مقارنة بالاستقرار النسبي في أداء البيتكوين، التي وصفها بأنها "الأصل الأقل مضاربة".
وفي رده على سؤال حول غياب أداء قوي للبيتكوين رغم كونها الأصل الرقمي الأكبر، أوضح أن طبيعة الصناديق والمؤسسات الوسيطة قد تلعب دورًا في اختيار "مزيج من الأصول"، وليس الاعتماد على البيتكوين وحدها، رغم أنها نظريًا ينبغي أن تكون المستفيد الأول نظرًا لحجمها واستقرارها.
واختتم "لون" تصريحاته قائلًا: "ما يحدث الآن ليس مجرد موجة مؤقتة. نحن أمام تغير هيكلي في السوق، مع دخول لاعبين جدد من مؤسسات مالية كبرى تبحث عن استثمارات طويلة الأجل في أصول مشفرة مدعومة بتكنولوجيا قوية وإطار قانوني واضح".