قال الدكتور باسم قمر، الخبير الاقتصادي، إن مفاوضات الرئيس الأمريكي دونالد ؤبشأن التعريفات الجمركية لا تقتصر على هدف تجاري بحت، بل تشمل أهدافًا أوسع تسعى إلى زيادة إيرادات الحكومة الأمريكية، تعزيز صادرات الطاقة والسلاح، واستقطاب رؤوس الأموال من الخارج، لاسيما من دول مثل سويسرا التي تمتلك فوائض تمويلية ضخمة.
وأوضح قمر في لقاء مع العربية بيزنيس، أن أسلوب ترامب التفاوضي يتمثل في رفع سقف المطالب إلى أقصى حد ممكن، ثم الدخول في مفاوضات مباشرة للتوصل إلى اتفاقات تخدم المصالح الأمريكية، سواء عبر شراء سندات الخزانة الأمريكية، أو استثمارات مباشرة داخل الولايات المتحدة، أو حتى شراء منتجات الطاقة والزراعة الأمريكية.
وأشار إلى أن اللافت في هذه المرحلة هو أن معظم الاتفاقات غير مكتوبة، ما يُبقي الباب مفتوحًا لسوء الفهم والاختلاف في التفسير بين الأطراف، ما يعني أن العالم قد يواجه فترة ممتدة من الضبابية التجارية وعدم اليقين.
وحول الضغوط التي تمارسها إدارة ترامب، قال قمر إن المهل الزمنية القصيرة التي يفرضها ترامب على الشركاء التجاريين، مثل الاتحاد الأوروبي، لا تسمح باتفاقات شاملة وملزمة، مما يضعف فرص التوصل إلى تفاهمات دائمة. وأضاف: "من الصعب على تكتل بحجم الاتحاد الأوروبي أن يتفاوض بشكل متوازن في ظل هذا الضغط الزمني والسياسي".
وفي سياق متصل، تطرّق قمر إلى الوضع الاقتصادي الأمريكي الداخلي، موضحًا أن تباطؤ بيانات سوق العمل الأخيرة يعكس حالة عدم وضوح في قرارات الاستثمار داخل الولايات المتحدة. وقال: "ارتفاع التعريفات الجمركية أدى إلى رفع تكاليف الإنتاج، وأثر سلبًا على المصنعين والمستثمرين الذين أصبحوا في حالة تريّث، وهو ما ظهر في تراجع معدلات التوظيف".
واختتم الخبير الاقتصادي بأن ردود فعل ترامب على هذه البيانات كانت متوقعة، حيث شكّك في مصداقيتها، لكن الشهور القادمة – بحسب قمر – "ستُظهر حقيقة الضغوط الاقتصادية الناتجة عن السياسات الجمركية والتجارية المتبعة".
تابعوا آخر أخبار العقارية على Google News
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض
