شهدت العاصمة الأوكرانية كييف سلسلة من الهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات المسيّرة، ليلة الأربعاء وصباح الخميس، حيث تصدت منظومات الدفاع الجوي الأوكراني لمعظم التهديدات إلا أن بعض المسيّرات تمكنت من بلوغ أهدافها وتسببت في حرائق وأضرار بشرية ومادية ملحوظة.
وبحسب بيان سلاح الجو الأوكراني، أطلقت روسيا خلال الساعات الأخيرة ما يقارب 728 مسيّرة و13 صاروخًا، نجحت الدفاعات الأوكرانية في إسقاط الأغلبية منها، إلا أن حطام المسيّرات المتساقطة أدى إلى اشتعال حرائق بمبان في مناطق سولوميانسكي، شيفشينكيفسكي، ودارنيتسكي، بما في ذلك مبنى سكني ضخم من 25 طابقًا انهارت أجزاء من هيكله ودمرت عشرات الشقق في دارنيتسكي.
هذه الهجمات خلفت أجواء من الذعر وأجبرت سكان العاصمة على اللجوء إلى الملاجئ ومحطات المترو بحثًا عن الأمان وسط دوي انفجارات متواصلة أضاءت سماء المدينة.
وأعلنت السلطات الأوكرانية ارتفاع عدد ضحايا الهجوم، مع تأكيد مقتل ثمانية أشخاص في دارنيتسكي وإصابة عدد آخر – حيث نقل بعض الجرحى للعلاج بعد إصابات خطيرة. ولا تزال فرق الإنقاذ تواصل البحث عن ضحايا محتملين تحت الأنقاض في الوقت الذي تسعى فيه لمحاصرة الحرائق وإعادة الخدمات الأساسية للمناطق المتضررة.
الهجوم الجديد يأتي ضمن تصعيد روسي لافت استُخدم فيه مزيج مكثف من الصواريخ والمسيرات، ويعد الأوسع منذ بدء الحرب، حيث أكدت أوكرانيا أن منطقة فولينيا ومدنًا أخرى كبولتسك شهدت قصفًا عنيفًا تضررت خلاله مواقع حيوية من دون تحديد حجم الخسائر بدقة.
وعلى إثر التصعيد، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إرسال مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا لدعم قدراتها الدفاعية والتصدي للهجمات الروسية المستمرة.
التصعيد الليلي الأخير يعكس خطورة الوضع في كييف واستمرار معاناة المدنيين؛ فيما تُبقي السلطات الأوكرانية على حالة الاستنفار والدعوة المستمرة للسكان بالتزام الملاجئ حتى انتهاء خطر الهجمات.