لن تصدق.. خبير اقتصادي يكشف القيمة الحقيقية للجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي

كشف الخبير الاقتصادي الدكتور هاني أبو الفتوح عن أن تحديد القيمة الحقيقية للجنيه المصري يظل أمرًا بالغ الصعوبة، نظرًا لاعتماد هذا التقييم على نماذج إحصائية معقدة وبيانات غير متاحة للرأي العام، موضحًا أن بعض بيوت الاستثمار العالمية قدّرت أن الجنيه مقوَّم بأقل من قيمته الفعلية بنسبة تصل إلى 30%.

القيمة الحقيقية للجنيه المصري

شدد الخبير الاقتصادي خلال تصريحات متلفزة، على أن هذه النسبة تظل غير مؤكدة في ظل غياب الشفافية حول المنهجيات المستخدمة في تلك التقديرات، مشيرًا إلى أن القيمة العادلة للجنيه ترتبط بشكل مباشر بتوازن العرض والطلب داخل سوق الصرف، وهو ما لن يتحقق – حسب قوله – إلا من خلال خفض الاعتماد على الواردات وزيادة الإنتاج المحلي، بما يقلل من الحاجة إلى الدولار ويعيد التوازن الهيكلي للاقتصاد الوطني.

سعر صرف الجنيه أمام الدولار

في تحليله لأداء الجنيه في الفترة الأخيرة، أكد الخبير الاقتصادي أن التحسن النسبي في سعر صرف الجنيه أمام الدولار خلال شهر يوليو يُعد انفراجة مؤقتة، لكنه لا يعكس بالضرورة تحسنًا اقتصاديًا حقيقيًا يشعر به المواطن، مشيرًا إلى أن هذا التحسن جاء نتيجة لعدة عوامل، منها ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج، وزيادة استثمارات الأجانب في أدوات الدين، بالإضافة إلى جهود البنك المركزي المصري في تقليص الفجوة بين السعر الرسمي والموازي.

وأوضح أن السوق الموازي شهد تراجعًا في سعر الدولار بنسبة تتراوح بين 5% و7%، وهو ما يعكس تحسنًا طفيفًا في وفرة الدولار داخل الجهاز المصرفي، محذرًا من تفسير ذلك كدليل على استقرار دائم في سعر الصرف.

وشدد أبو الفتوح على أن تحقيق استقرار حقيقي ومستدام للجنيه يتطلب استراتيجية اقتصادية شاملة، تبدأ بتحفيز الصناعة الوطنية، وزيادة حجم الصادرات، وضبط الميزان التجاري، وهو ما من شأنه أن يوفّر مصادر دائمة للعملة الأجنبية، ويؤسس لتحسن اقتصادي ملموس ينعكس فعليًا على حياة المواطنين.