خبير: أوروبا لن تضحي بالسوق الأمريكية رغم الضغوط والاختلالات

أكد الدكتور مصطفى نور الله، الأستاذ المساعد في مركز أبحاث العلاقات الاقتصادية بجامعة "ميد سويدن"، أن ما شهدته أوروبا مؤخرًا في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة لا يمثل "هزيمة" بقدر ما يعكس "واقعية أوروبية" في التعامل مع توازنات الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل اعتماد القارة الأوروبية على السوق والتكنولوجيا الأمريكية.

وفي مقابلة مع "CNBC Arabia "، أوضح نور الله أن الاتفاق الضريبي الأخير بنسبة 15% يمثل، من منظور اقتصادي، خطوة إيجابية مقارنة بما كان يُتوقع من نسب أعلى تصل إلى 30%. وقال: "لدينا اليوم أرقام يمكن أن يُبنى عليها تخطيط اقتصادي واضح، وهذا يخلق نوعًا من الاستقرار في الأسواق".

وأشار إلى أن السوق الأمريكية تُعد من أهم الأسواق التصديرية للاتحاد الأوروبي، حيث بلغت واردات الولايات المتحدة من أوروبا نحو 600 مليار دولار العام الماضي، مقابل صادرات أميركية إلى أوروبا بقيمة 370 مليار دولار، وهو ما يعكس أهمية الحفاظ على هذه السوق الحيوية بالنسبة للاقتصاد الأوروبي.

كما شدد نور الله على أن البنية التحتية الرقمية والعديد من الخدمات التقنية التي تعتمد عليها أوروبا – مثل Apple Pay وZoom وMicrosoft – تأتي من الولايات المتحدة، مما يزيد من درجة الترابط بين الاقتصادين ويحد من هامش المناورة الأوروبية.

وفي سياق الحديث عن ملف الطاقة، لفت إلى أن أوروبا ستنفق نحو 750 مليار دولار لشراء الطاقة من الولايات المتحدة لتعويض ما كانت تستورده من روسيا بأسعار تفضيلية. ورأى أن هذا الواقع سيدفع أوروبا إلى تسريع التحول نحو الطاقة النظيفة والاستثمار بشكل أكبر في قطاع "الطاقة الخضراء".

وختم الدكتور مصطفى بالقول إن على القطاعات الصناعية الأوروبية، وفي مقدمتها قطاع السيارات، البحث عن أسواق بديلة وآليات جديدة للابتكار لتجاوز المرحلة الحالية، معتبرًا أن "العبء انتقل الآن من الحكومات إلى القطاع الخاص".