أصبح مطار "هيثرو" في العاصمة البريطانية لندن، وهو أضخم مطار في أوروبا ويشكل مركزًا مهمًا لحركة الطيران العالمية، أصبح مهددًا بالتوقف الكامل عن العمل خلال الأيام القادمة، بسبب أزمة الرواتب والوظائف التي يمر بها، والتي يبدو أن الركود الحاصل بسبب "كورونا" قد فاقمها أكثر من أي وقت مضى.
وتبنت إدارة المطار خطة للاستغناء عن أكثر من أربعة آلاف عامل، ومن ثم إعادة تعيينهم في وظائفهم بعقود جديدة ورواتب مالية أقل، وذلك في محاولة لخفض النفقات المالية وتقليل الأعباء.
وأعلن اتحاد العمال في بريطانيا (Unite) عن إضراب وشيك عن العمل سيشمل كافة العاملين، بما في ذلك رجال الإطفاء والمهندسين، احتجاجاً على هذه الخطة، وهو ما يمكن أن يؤدي الى "إغلاق المطار بشكل فعال"، بحسب ما أكدت وسائل إعلام محلية في لندن.
وقالت النقابة العمالية إن الإضراب سيشمل أيضًا أمن المطار وعمليات الأمتعة وعمال التشغيل والجو، وأضافت أن 85% من الموظفين يؤيدون الإضراب.
وسيجري الإضراب الأول لمدة 24 ساعة في 1 ديسمبر، مع توقف ليوم واحد آخر في الرابع عشر من الشهر ذاته، ومن المقرر بعد ذلك تنفيذ إضراب لمدة 48 ساعة في 17 و18 ديسمبر المقبل.
وتأتي هذه الأخبار في الوقت الذي عدلت فيه الشركة المشغلة للمطار بشكل كبير من توقعاتها لعام 2021 مع استمرار جائحة فيروس كورونا والقيود على السفر الجوي، حيث توقعت 37.1 مليون مسافر فقط العام المقبل.
وقالت نقابات العمال في بيان لها إن "إدارة مطار هيثرو تفاخرت مراراً وتكراراً بأن لديها احتياطيات نقدية للبقاء لمدة 15 شهراً حتى لو لم تهبط طائرة واحدة في المطار، وهو الآن يحاول إجبار العمال على قبول تخفيضات دائمة في الأجور تصل إلى 8 آلاف جنيه إسترليني. (10550 دولارًا أمركيًا) سنويًا، أي ما يعادل ربع إجمالي رواتبهم".
وأوضحت أنه يتم استدعاء العمال إلى اجتماعات فردية حيث يتم منحهم أربعة خيارات: قبول شروط العقد الجديد بدفع مبلغ مقطوع، أو إنهاء الخدمة الاختياري، أو استقالة أو إنهاء عقدهم.
وانتقد واين كينج، مسؤول التنسيق الإقليمي في اتحاد العمال هذه الخطوة، قائلاً إن "المطار يستخدم جائحة كورونا كستار لخفض رواتب العمال بشكل دائم".