روسيا تبدأ تسيير رحلات مباشرة إلى كوريا الشمالية لأول مرة


الاحد 27 يوليو 2025 | 01:43 مساءً
روسيا وكوريا الشمالية
روسيا وكوريا الشمالية
محمد عاطف

في خطوة تُبرز عمق العلاقات المتزايدة بين موسكو وبيونج يانج، بدأت روسيا يوم الأحد تسيير رحلات تجارية مباشرة إلى كوريا الشمالية، ما يشكل تطوراً لافتاً في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا والتعاون العسكري المتصاعد بين الجانبين.

أول رحلة من موسكو إلى بيونغ يانغ عبر "نورد ويند"

انطلقت أول رحلة جوية مباشرة من العاصمة الروسية موسكو إلى بيونغ يانغ عبر شركة الطيران الروسية «نورد ويند إيرلاينز» في الساعة الرابعة مساءً بتوقيت غرينتش، ومن المتوقع أن تستغرق الرحلة حوالي ثماني ساعات، وفقاً للمعلومات المنشورة على الموقع الرسمي للشركة.

وقد حُدد سعر التذكرة بـ 45 ألف روبل روسي (ما يعادل نحو 570 دولاراً أميركياً)، ومن المقرر أن تسيّر وزارة النقل الروسية هذه الرحلات بمعدل رحلة واحدة شهرياً. بينما تنطلق أول رحلة عودة من كوريا الشمالية إلى موسكو يوم الثلاثاء القادم، حسب ما أفادت به وكالة "تاس" الروسية الرسمية.

عودة القطارات بعد أربع سنوات من التوقف

تأتي هذه الخطوة الجوية في أعقاب استئناف حركة القطارات بين روسيا وكوريا الشمالية في 17 يونيو 2025، بعد انقطاع استمر أكثر من أربع سنوات بسبب جائحة كورونا. ويُعد ذلك مؤشراً آخر على إعادة تنشيط العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، خصوصًا في ظل التقارب السياسي والعسكري القائم حالياً.

دعم كوري مباشر لموسكو

شهدت العلاقات الروسية-الكورية الشمالية نقلة نوعية خلال العامين الماضيين، وبشكل خاص في الجانب العسكري. إذ زودت كوريا الشمالية روسيا بمعدات عسكرية وأسلحة، وأعلنت رسميًا في أبريل 2025 مشاركة قواتها في العمليات القتالية في أوكرانيا إلى جانب الجيش الروسي، في إعلان غير مسبوق أثار ردود فعل دولية واسعة.

تحركات تثير القلق الغربي

كانت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيونغ يانغ في العام الماضي قد توّجت بتوقيع اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين، ما وضع أسساً واضحة لتحالف استراتيجي متقدم يشمل التعاون العسكري المباشر.

هذا التقارب المتسارع يُثير مخاوف الدول الغربية، التي تنظر إلى الدعم الكوري الشمالي لروسيا كمصدر محتمل لتغيير موازين القوى في الحرب الأوكرانية، وسط تزايد الحديث عن تشكّل محور دولي داعم لموسكو في مواجهتها مع الغرب.

قراءة في المشهد: نحو شراكة استراتيجية شاملة؟

الرحلات الجوية المباشرة، واستئناف السكك الحديدية، والتعاون العسكري، كلها مؤشرات على أن العلاقة بين روسيا وكوريا الشمالية تجاوزت نطاق التنسيق السياسي لتنتقل إلى تحالف فعلي متعدد الأبعاد، وهو ما قد يُعيد تشكيل بعض ملامح الصراع الدولي الحالي.