ترامب يطالب بوقف الحرب بين كمبوديا وتايلاند: لا صفقات في ظل النزاع


السبت 26 يوليو 2025 | 07:45 مساءً
ترامب
ترامب
محمد عاطف

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيطلب من حكومتي كمبوديا وتايلاند وقف العمليات القتالية وإنهاء النزاع الحدودي، مؤكدًا: "أبلغت الجانبين أننا لن نبرم أي اتفاق معهما طالما هما في حالة حرب". تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه النزاع الحدودي تصعيدًا خطيرًا يُنذر بصراع إقليمي أوسع.

اشتباكات دموية على الحدود: صراع يتجدد ولا يهدأ

الحدود بين كمبوديا وتايلاند تشهد أحد أكثر فصول التوتر دمويّة، مع تجدّد الاشتباكات المسلحة صباح الجمعة في المناطق المتنازع عليها، بعد يومين فقط من انفجار لغم أرضي أدى إلى إصابة خمسة جنود تايلانديين. هذه التطورات أعادت إشعال فتيل النزاع المستمر منذ عقود.

خسائر بشرية ونزوح جماعي 

أفادت تقارير إعلامية بمقتل ما لا يقل عن 14 شخصًا، معظمهم مدنيون، فيما نزح أكثر من 100 ألف من المناطق الحدودية هربًا من القصف. الجيش التايلاندي أكد استمرار القتال، محذرًا المدنيين من الاقتراب من مناطق الاشتباك.

حرب غير معلنة

ردت تايلاند على الهجمات الكمبودية بشنّ غارات جوية استهدفت مواقع قالت إنها مصدر إطلاق النار، فيما استخدمت كمبوديا المدفعية الثقيلة، مما أدى إلى امتداد القصف إلى مناطق سكنية داخل الأراضي التايلاندية.

ألغام ومناوشات وتبادل دبلوماسي حاد

انفجار لغم أرضي أدى إلى إصابة عدد من الجنود التايلانديين يوم الخميس الماضي، كان بمثابة الشرارة التي أشعلت الأزمة. وعلى إثره، قررت بانكوك سحب سفيرها من كمبوديا وطرد السفير الكمبودي، ما دفع بنوم بنه إلى الرد بخفض التمثيل الدبلوماسي وسحب بعثتها من تايلاند.

الأمم المتحدة تدعو لضبط النفس

في خضم التوتر المتصاعد، خرج الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بدعوة للجانبين إلى التهدئة والاحتكام للحوار، مطالبًا بضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد، وفق ما نقله المتحدث الأممي فرحان حق.

صراع تاريخي بوجه جديد

جذور الخلاف تعود إلى عام 1907 حين رسمت فرنسا – بصفتها القوة الاستعمارية آنذاك – الحدود بين البلدين. الخرائط الاستعمارية تجاهلت مناطق تاريخية حساسة أبرزها محيط معبد "بريا فيهير"، ما تسبب في نزاع حدودي مزمن يتفجر كلما تصاعد التوتر.

توترات متكررة منذ 2011

شهد عام 2011 مواجهات عنيفة أودت بحياة 20 شخصًا وتسببت في نزوح واسع، في مشهد يتكرر اليوم، لكنه هذه المرة يبدو أكثر خطرًا مع انخراط السلاح الجوي والمدفعية الثقيلة، وتدهور الوضع الدبلوماسي بين البلدين.

سلسلة أحداث متسارعة منذ مايو

نهاية مايو: مقتل جندي كمبودي في اشتباك عند "المثلث الزمردي".

1 يوليو: تسريب صوتي لرئيسة الوزراء التايلاندية يثير الجدل حول أداء الجيش.

16 يوليو: لغم أرضي يصيب 3 جنود تايلانديين.

23 يوليو: انفجار جديد يصيب 5 جنود ويدفع بانكوك لسحب سفيرها.

24 يوليو: كمبوديا ترد بسحب بعثتها الدبلوماسية.

خطر توسع النزاع

الاشتباك الحالي يتجاوز مجرد خلاف حدودي، إذ يُنذر بتحوّل النزاع إلى صراع إقليمي محتمل، في ظل هشاشة الوضع الأمني في المنطقة وتعدد الأزمات الأخرى مثل التوتر في بحر الصين الجنوبي.

ورغم غياب مبادرات الوساطة الدولية حتى الآن، يرى محللون أن النافذة تضيق بسرعة لاحتواء التصعيد. فكل يوم دون تدخل قد يقود إلى حرب مفتوحة تهدد الاستقرار في جنوب شرق آسيا.